محمود موالدي – خاص الناشر |
عشية ذكرى المقاومة والتحرير، ونحن نعيش ربيع الانتصار التاريخي لمحور المقاومة على مشاريع التقسيم والهيمنة، وما حققته المقاومة في مساعدة الجيش العربي السوري من انتصار على الإرهاب وداعميه ابتداء من (القصير)، شهد الجنوب الأشم، واحدة من أهم المناورات العسكرية للمقاومة الإسلامية في لبنان، تكمن أهميتها بتوقيتها وموقعها وأجراءاتها العملانية. إنها ليست مناورة بشكلها الروتيني المعتاد، أو أنها إبراز لبضع تشكيلات مقاتلة مع معدات مختلفة، بل تأتي في ظل ما يعيشه الكيان المؤقت من انكفاء ردعي بعد انتصار غزة المقاومة، وردًّا على رسائله المكررة والعديدة حول محاولاته تغيير المعادلات وفشله المتكرر، وفي ظل المخاض العالمي ومنعكساته الإقليمية، كانت رسالة حزب الله تعبيرًا عن اليقظة والحذر الدائم والموائمة ما بين التصعيد والتسوية في الحراك المقاوم. وقد أظهر الحزب أنه مكون عقائدي ذو رسالة أممية لها حضورها الإقليمي وتأثيرها البالغ في أي حراك سياسي قادم، فنحن هنا حكام أرضنا بالقدرة والاقتدار، وأصحاب حكمة في أي قرار، والمقاومة الواثقة من جمهورها والعارفة بسراديب العمل السياسي ومخرجاته، تملك أيضا الترس الواقي للدفاع عن الوطن ومكتسباته، فالحقيقة أصبحت واضحة لكل صاحب بصيرة، فما بعد البيان إلا الكفر المطلق بنعمة الحصن والتحصين.
إن القوى الانعزالية والتزامها بالتدمير الممنهج للسلم الأهلي واعتماد أسلوب الفدرلة في لبنان بعد إخفاق حساباتها الإقليمية وانقلاب كل صكوك التآمر عليها أصبحت في موقع لا تحسد عليه، فإذا كانت مشهدية المناورة مقلقة للبعض في الداخل فإنه بالتأكيد يضع نفسه في مكان العدو، نعم.
إنه ربيع الانتصار في عيد المقاومة والتحرير، وإنه التراكم الحي للعبور إلى فلسطين والتحضير الفعلي لمعركة الفصل التي من خلالها ستتغير معالم السياسة العالمية. لقد وصلت صيحات المقاومين أثناء عرضهم اليوم، إلى قلوب الملايين من عشاق طريق التحرر والاستقلال، فكانت رسالة اليوم صارخة بأن الاعتماد على نوع المقاتل ومعياره العقائدي يشكل الثقل النوعي والحي في أي معركة مفترضة. فالسلاح مع البصيرة والتوازي العقائدي يعد القوة الردعية التي لا يمكن للعدو أن يقهرها مهما كان تفوقه التقني، فالغالب يغلب بقدرته واقتداره وثباته على أرضه وتحكّمه بسنابل ناره.
ستبقى المقاومة نهج الصادقين المخلصين وسيبقى عيد المقاومة والتحرير منهج الأحرار وعماد الأخيار وإلى نصر من الله قريب.