عبّاس حيّوك – الناشر |
عاش اللبنانيون منذ أكثر من ثلاثة عقود بعد الحرب الأهليّة التي أدارها أُمراؤها الذين لم يتّعظوا منها بعد على ما يبدو، فنتجَت خلالها وبعدها كافة أشكال البؤس والحرمان والتنكيل وسُلب المواطن أبسط الحقوق على كل صعيد.
وما زال المسلسل الاسوَد مستمرّّا من خلال الأزمات التي تتوالد وتتراكم وتتنامى حتى أصبحنا في المركز الأول لأسوأ بلدان العالم في كل الميادين لا سيّما ميْدان الفساد، وذلك بفضل الأنا التي اتبعها المُتعاقبون بالتآمر على مصير شعبٍ تتآكله التعاسة.
إن أي كاتبٍ يصعبُ عليه إحصاء الملفات المهترئة التي لا تُعدّ ولا تحصى، فأيّ رئيس سيَمون ويقدر عليها في ظل كميّة الفساد الهائلة والشرذمة السّياسية المهولة والطائفية البغيضة والإمعان في استجلاب وترسيخ الوصاية الإقليمية والدولية.
- ماذا عن الحكومة ورئيسها وبيانها الوازري والتعيينات التي هي أُم المعارك وما أدراك ما التعيينات؟
- ما هو مصير التدقيق المالي والجنائي في كل الوزرات المُتعاقبة والمؤسسات المُرتكِبة والتحقيق الشفّاف بانفجار المرفأ وتداعياته وتسويفه؟
- ما مصير أموال المودعين المتمثّلة بسرقة العصر وإعادة هيكلة القطاع المصرفي والمصارف والإدارات العامة واعتماد اللامركزية الإدارية؟
- ماذا بشأن الفجوة الماليّة المهولة التي قاربت ٩٠ مليار دولار والمنحى يتّجه كي يكون على حساب المودعين.. ناهيك عن رزوحنا تحت وطأة ديْنٍ يفوق المئة مليار دولار؟
- ماذا بشأن القنبلة المهولة للنازحين الإقتصادية والماليّة والأمنيّة فضلاً عن رائحة الدّمج والتوطين التي يقودها الغرب والتي تُنذر بالقضاء على آمال الصعود من الهاوية والقعر المثقوب؟
- ماذا عن التطبيع البديهي الكامل وإعادة ترتيب العلاقات والتنسيق مع سوريا لإنجاز الملفّات العالقة وليس أولها ملف النّازحين مرورًا بالترنزيت وليس آخرها الترسيم البحري والإستثمار بإعادة إعمار سوريا وعطفًا تصحيح وتمتين وتوطيد العلاقات اللبنانية – العربية؟
- كيف السبيل الى إلغاء الطائفية السياسية التي أجادتها الطبقة السياسية بامتياز؟
- كيف السبيل لتطبيق اتفاق الطائف الذي لم يعمل به يوماً؟
- كيف السبيل لتعويض خسائر النّزوح السّوري من المجتمع الدولي والتي فاقت الخمسين مليار دولار؟
- ماذا عن الولوج الإستراتيجي بالتوجّه شرقًا واعتماد ألية b o t المعروضة من أكثر من جِهة وهي السبيل الأنجح والأسرع والأسلم لإعمار لبنان وبُناه التحتيّه لا سيّما الحلّ الجّذري الشّامل لملف الكهرباء والمياه والصّرف الصّحّي ومصافي النفط وسكّة الحديد والنقل المشترك؟
- ماذا عن فصل السُّلطات واستقلالية القضاء الذي يفترض أن يكون خشبة الخلاص؟
- ماذا بشأن وجوب فصل النيابة عن الوزارة مع مُراعاة الإختصاص وعن بِدعة حشو الحكومة بوزارات دولة؟!
- ماذا عن كيْفية استرجاع الأموال المنهوبة والمسروقة؟
- ماذا عن التهريب بكافّة أشكاله والاحتكار وصفقات التّراضي؟
- ماذا عن الأملاك البحرية والنهرية والضريبة التصاعُدية على أصحاب الثرَوات والنفوذ؟
- ماذا عن النظام الإستشفائي والمافيا الدّوائية والمستلزمات الطبية؟
- ماذا بشأن التغطية الصحيّة الشّاملة وضمان الشّيخوخة التي ينتظرها اللبنانيون منذ أكثر من ثلاثة عقود؟
- ماذا بشأن إعطاء المتزوّجة من غير لبناني الحقّ بإعطاء الجنسية لاولادها؟!
- ماذا بشأن الملف التربوي الذي ينُذر بتدمير أجيالٍ كاملة وبدل التفكير بتعليم مجاني؟
- ماذا عن المطامر وأزمات النفايات وتلويث المياه الجوْفية وطوَفان البلد مع كل شتوة وعدم استثمار نعمة الأمطار في المكان الصحيح؟
- ماذا عن خطةٍ للحدِّ من تبِعات الحرائق والكوارث والزلزل؟
- ماذا عن التعدّيات العشوائية واغتصاب المشاعات وعن عصابات القتل والخطف والنّشل والسّرقة والمخدّرات والإغتصاب والعُنف والتعنيف بكافة أشكاله؟
- ماذا بشأن إغلاق تطبيقات الدّولار وتوحيد سعر الصّرف وتثبيت سعر الليرة؟!
- ماذا بشأن الكابيتال كونترول الذي كلّف تسويفه تهريبَ ما يفوق العشرين مليار دولار؟!
- هل من سبيل لوضع قانون موضوعي حضاري للأحزاب اللبنانية وقانون لتنظيم وتفعيل الإعلام والمرئي والمسموع والمكتوب؟
- ما هي الروؤية الاستراتيجية الدّفاعية لحماية لبنان؟
- ماذا بشأن وضع خطّة عمليّة لتسليح الجيش اللبناني؟!
- هل من آليةٍ للمساءلة والمحاسبة وتطبيق القانون للحدّ من التفلّت الأمني وحلّ للبطالة ومعالجة التضخّم لرفع القدرة الشّرائية المعدومة لتجنّب الإنفجار الشاملّ!
- ما هي الخطّة الاقتصاديّة والماليّة والنقديّة لوقف الإنهيار والتصخّم لتفادي المزيد من طبقات جهنّم؟
- ماذا بشان الموازانات وقطع الحسابّ!
- كيف سيتعامل لبنان اتجاه استثمار الثروة النفطية والغازية وإنشاء صندوق سِيادي لا سيّما بعد ما شابَ عمليّة التّرسيم من علامات استفهام وفضيحة التخلّي عن الخط ٢٩؟
- ألم يحِن الوقت لاعتماد قانونٍ إنتخابي عصري يعتمد النّسبية دائرة واحدة لكل لبنان خارج القيْد الطائفي وتخفيض سن الإقتراع واقتراع المغتربين؟!
- ألم يأن الأوان لانتخاب رئيسٍ للجمهورية مباشرةً من الشّعب؟
- هل من جُرأةٍ لتحديث فقراتٍ عديدة من الدستور؟
- هل من تفكير لإنشاء وزارة للتخطيط تُصوٍّب الجّنون؟
إن الشبكة العنكبوتية المتمثّلة بالطبقة السياسية والمنظومة المصرفية وحاكمها ومافيا كِبار التّجار وسط كل هذه المراهقات والهرطقات والمناورات والمزايدات والخزعبلات… كيف لها أن تُنتج رئيسًا يحقّق الأحلام المُزمنه التي أضحت كوابيس قاتلة، حيث أن الإصلاحات الجّذرية لا تتوقف عند انتخاب رئيسّ وسط بحرٍ من الفساد يصعبُ الغوصُ في إصلاحه في ظلّ هذه الشبكة العنكبوتية.. فأي رئيسٍ نحن بصدده في وطنٍ مزّقتموه ونكّلتم بشعبٍ خدّرتموه بالطّائفية وتأليه الزعماء!