الدبلوماسية الصامتة في الملف اللبناني

لا زالت محركات البحث في الملف اللبناني تعمل بجد ونشاط ضمن الغرف المغلقة، ولكن بتأنٍ، ومن المتوقع أن تبلغ ذروتها في الأسابيع المقبلة قبل موعد القمة العربية.

ومن غير المستبعد أن يكون الملف اللبناني طبقًا على مائدة اجتماع وزارء الخارجية العرب المخصص لاستكمال البحث بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، خصوصًا وأن أي قرار في هذا الصدد تتبناه السعودية سيكون مدعومًا من أكثرية الدول العربية.

ولم تخفِ السعودية موقفها بهذا الشأن، خصوصًا بعد اتفاق بكين ووضعها السياسي الجديد وما له من انعكاس على الساحة العربية عمومًا وفي الملف اللبناني خصوصًا، وهو الملف الذي الذي كان أول ضحايا الخلاف العربي العربي والسعودي الإيراني. ولهذا، تنشط الدبلوماسية على عدة خطوط وجهات، حيث عُلم أن اتصالات أجراها السفير الفرنسي باتريك دوريل، المكلف بالملف اللبناني، مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان وكذلك مع وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان بعد مغادرته لبنان بساعات، حسب ما أكدت مصادر متابعة.

وعُلم أن السفيرة الفرنسية هي من شجعت الحراك الذي يقوم به نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، الذي بدأه مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بعد لقاء جمعه مع الرئيس نبيه بري. وتشير المعلومات إلى أن حراك بوصعب يأتي بتنسيق تام مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي وصل لقناعة استحالة التوافق مع المعارضة على اسم يجمعهم كبديل لسليمان فرنجية، في ظل رفض باسيل التام القبول بانتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون.

وبعد زيارة وزير الخارجية الايراني إلى لبنان كثُرت التحليلات والتوقعات المحلية، وثمة أطراف تحدثت عن كلمة سر حملها رئيس الدبلوماسية الإيرانية بعد التفاهم الإيراني – السعودي وضعها في عهدة حلفائه في لبنان، وعند الرئيس نبيه بري الذي أجرى اتصال بالبطريرك الراعي، وكذلك بالوزير السابق وليد جنبلاط، الذي نقلت مصادره القريبة رغبته السير بما يقرره الرئيس بري الذي التقى النائب غسان سكاف باسم نواب التغيير وناقش معه موضوع انتخاب الوزير فرنجية الذي يتمسك به حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصرالله مرشحًا جديًا غير قابل للتراجع، قاطعًا الطريق على تفسيرات ربطها البعض بموقف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد حيث قال إن “لا سبيل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي إلّا بتفاهم الجميع ونحن دعمنا مرشحًا للرئاسة لكننا لم نغلق الأبواب وقلنا تعالوا لنتباحث”، واعتبر أن أبواب التفاهم والحوار مازالت مفتوحة فلا بد من حوار رئاسي.

وفي هذا الإطار طالب النائب تيمور جنبلاط بـ”إعلاء مصالح لبنان على سواها من استراتيجيات وتحمّل جميع الكتل البرلمانية مسؤولياتها الوطنية والدستورية أمام التاريخ والأجيال، وضرورة العمل على إنجاز الاستحقاقات بالسرعة المطلوبة والابتعاد عن الشحن والتحريض في القضايا التي تحتاج الى نقاش وطني وعقلاني كموضوع النازحين السوريين”.

وبحسب متابعين، فإن قنوات تواصل تنشط منتهجة الدبلوماسية الصامتة تقودها فرنسا وتضم #ايران والسعودية ومصر، وجديدها سوريا، فيما لا زالت الإدارة الأميركية غير متحمسة ويخشى أن تعمل على تحريك ملف النزوح السوري واستخدامه كورقة تعطيل للحل في لبنان، وهذا تجلى واضحًا في موقف رئيس حزب القوات سمير جعجع، الذي ربط عودة النازحين برحيل الرئيس السوري، وهذا ما أزعج القيادة #السعودية ، إضافة إلى تقليله من أهمية اتفاق بكين السعودي الإيراني وما أعطى للمنطقة من أمان وللمملكة من دور يعيدها لتحمّل مسؤوليتها كدولة شريكة في قرارات إقليمية بعد الخروج من اليمن والعودة إلى سوريا وإعادة العلاقات مع إيران.

لذلك، لا بد للمملكة من أن تستكمل حركتها هذه في #لبنان من خلال دور فاعل في إعادة إحياء الحياة السياسية وبناء مؤسسات الدولة في لبنان بالتنسيق مع الحلفاء والأصدقاء ومن بوابة دمشق التي سيزورها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال هذا العام. ويبقى على اللبنانيين ملاقاة الأطراف الدوليين بعيدًا عن المصالح الشخصية، فلم يعد اللبنانيون يملكون ترف الوقت فيما قطار التسويات الدولية قد انطلق.

اساسيالسعوديةايرانجعجعسوريالبنانمصر