أشار موقع “المونيتور” إلى أن الاقتتال الحاصل بين الجيش السوداني، بقيادة عبد الفتّاح #البرهان ، و”قوات الدعم السريع”، بقيادة محمد حمدان #دقلو ، “أطاح بآمال “إسرائيل” في أن تستكمل بصورة سريعة، ومستعجلة، مسار تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع السودان، بموجب الاتفاقية الموقعة رسميًا بينهما عام 2020″.
ولفت الموقع الأميركي إلى أنّ إتمام مندرجات التطبيع بين تل أبيب، والخرطوم، وفقًا لاتفاقية العام 2020، “يبدو مستبعدًا في الوقت الراهن” بسبب ظروف القتال، موضحًا أن “إسرائيل” انتقلت إلى محاولة “الدفع بجهود الوساطة بين الأطراف المتحاربة”.
وذكّر “المونيتور” بزيارة كان أجراها وزير الخارجية “الإسرائيلي” إيلي كوهين إلى العاصمة السودانية، #الخرطوم ، في شباط/ فبراير الماضي، للقاء رئيس مجلس السيادة السوداني، وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، إلى جانب عدد من المسؤولين السودانيين لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق سلام مع الخرطوم، استكمالًا لاتفاقية العام 2020، وذلك عقب زيارة وفد سوداني رفيع المستوى إلى تل أبيب للغرض نفسه.
وكشف “المونيتور” أنّ “كوهين كان يأمل في إتمام اتفاق (السلام) خلال موعد زيارته إلى الخرطوم، أو على الأقل أن يُعلن من هناك عن تنظيم احتفالية مرتقبة لهذه الغاية تستضيفها واشنطن”، مبينًا أنّ “أيًا من ذلك لم يحدث” بسبب عدم استعجال القيادة السودانية للسير باتفاق سلام مع تل أبيب، من جهة، واشتراط الجانب الأميركي تشكيل “حكومة انتقالية مدنية” لدعم اتفاق مماثل، من جهة ثانية، وفق الموقع.
وعن موقف “إسرائيل” من صراع الجنراليْن، أوضح الموقع أنّ “”إسرائيل” لا تزال متردّدة في تحديد دورها وموقفها حيال الصراع”، معتبرًا أنّ الجانب “الإسرائيلي” يميل إلى “ممارسة لعبة مزدوجة، تقوم على دعم كل من البرهان، وحميدتي”. وفي هذا السياق، نقل الموقع عن مصدر دبلوماسي “إسرائيلي” رفيع المستوى قوله “إننا لم نتوصل إلى قرار بشأن الجهة التي نرغب بدعمها”، مؤكدًا أن كلا الرجلين “على علم بالأمر، ويطالباننا بتوضيح موقفنا” من الصراع الدائر في السودان. ويحذّر المصدر من أنّ الموقف “الإسرائيلي” الملتبس على هذا الصعيد “سوف لن يفضي فقط إلى إفشال مساعينا للتوفيق بينهما، بل سيوفر الفرصة المثلى لدفعهما سويًا إلى معاداتنا”. ويشير المصدر إلى وجود تباينات بين المؤسستين الأمنية والسياسية في تل أبيب.
وفي هذا الإطار، كشف مصدر أمني “إسرائيلي” رفيع للموقع، أن “مدير عام وزارة الخارجية (الإسرائيلية) يؤيد موقف البرهان”، في حين “يميل جهاز الموساد أكثر إلى الوقوف في صف حميدتي”، في ضوء زيارات قام بها الأخير إلى “إسرائيل” سرًّا، وذلك بتشجيع من المؤسسة الأمنية “الإسرائيلية”، من دون علم البرهان نفسه.
وبحسب الموقع، فإن تأييد جهاز “الموساد” لحميدتي، نابع من العلاقات الوثيقة التي تربط بين قائد “قوات الدعم السريع”، وأبو ظبي، ذلك أن علاقات الجهاز الأمني “الإسرائيلي” مع دول الخليج بصورة عامة، والإمارات بصورة خاصة، تعد “ممتازة”. في المقابل، تكاد تقتصر تعاملات كل من وزارة الخارجية، ومجلس الأمن القومي في حكومة بنيامين نتنياهو مع الجانب السوداني إلى حد كبير على البرهان.
ورغم أنّ ازدواجية التعامل “الإسرائيلي” مع مجريات الوضع في #السودان ، “قد تترتب عنها أضرار جسيمة” لتل أبيب، إلا أنها “قد تتيح لها، في الوقت نفسه، التعويل على علاقاتها بكلا الطرفين، من أجل تهدئة الأوضاع، ومحاولة إخماد التوتر” بين حليفيها، بحسب الموقع.