مؤسسة القرض الحسن.. عطاء، جهاد وثبات

لطالما أثبتت مؤسسة القرض الحسن أن ما كان لله ينمو، وأن هذا العمل الخالص لله، مبارك وباقٍ ومستمر رغم التحديات والإنتقادات والهجمات التي تُشنّ عليها، والتي ما تلبث أن تخمد حتى تعود بشكل أكثر قوة وعدوانية.

مؤسسة القرض الحسن، هذا الصرح المليئ بالخير الموجود في سبيل خدمة الناس ومساعدتهم وصون أموالهم وودائعهم بعد أن نهبت دولتهم ثمرة أعمارهم وأتعابهم، تواجه اليوم العديد من الإنتقادات الحادة والهجمات الممنهجة الداخلية والخارجية، والحملات الإعلامية التي تترصّد كل نشاط للمؤسسة وتسعى لتشويه صورتها ورميها بسهام الإنتماء إلى “مشروع الإرهاب” في محاولة لتضليل الرأي العام ودفعهم لمهاجمتها وأخواتها من المؤسسات المحسوبة على بيئة المقاومة.

القرض الحسن: تاريخ حافل بالخدمة والعطاء

اقترن اسم مؤسسة القرض الحسن منذ إنطلاقتها عام 1982 بالعطاء وخدمة الناس، وجاءت نشأتها عقب الإجتياح الإسرائيلي للبنان في ظل ظروف إقتصادية وإجتماعية صعبة جدًا ومدمّرة، وتم ترخيصها من وزارة الداخلية اللبنانية سنة 1987 بموجب علم وخبر 217/أد، ومنذ ذاك الوقت، تعمل المؤسسة على حفظ حقوق الناس ضمن المبادئ الشرعية والمساهمة في تيسيير شؤون حياتهم المالية عبر خدماتها المالية والقروض المقدمة من قبلها.

هذا الصرح الذي مضى على تأسيسه أكثر من أربعين عامًا، قد أينع زرعه خيرًا، وخدمة وتوفيقًا للناس من مختلف الطوائف والإنتماءات، ولم يكن يومًا محصورًا بفئة محددة من اللبنانين أو المقيمين على الأراضي اللبنانية، بل كان متاحًا لكل الناس.

هذه المعطيات ترجمتها المؤسسة واقعًا في إحصاءاتها الأخيرة التي أعلنت عنها العام الماضي، حيث جاء فيها أن عدد فروع الجمعية قد بلغ 31، يضاف إليها أربعة فروع جديدة، ليصبح مجموعها 35 فرعًا لغاية الآن، كما أظهرت الإحصاءات أيضًا أن عدد المستفيدين لغاية العام المنصرم سجل مليون و 900 ألف، بينما بلغ عدد المتعاملين مع المؤسسة 300.000 شخص.

وفيما يتعلق بالمشاريع الحيوية التي أنجزتها الجمعية، فحددت بمشروع الإشتراك، مشروع المساهمة، خدمة الصراف الآلي ATM، خدمة تخزين الذهب، خدمة بيع وشراء الذهب، خدمة Mobile application، وفي هذا السياق لا تزال الجمعية تقدم وعلى نحو مستمر خدمات جديدة تتناسب مع متطلبات الناس وإحتياجاتهم، والأمثلة على ذلك عديدة ومتنوعة.

رغم الحملات والتحديات.. المؤسسة بالمرصاد

كغيرها من المؤسسات العاملة في ميادين الكفاح والجهاد ومساندة الناس وخدمتهم والمحسوبة على بيئة المقاومة، تتعرض مؤسسة القرض الحسن وعلى نحو دائم للإنتقادات الحادة والهجمات التضليلية والحملات الإعلامية الشرسة التي تصب في مصلحة الأطراف الخارجية الشيطانية الأميركية عبر أدواتها الداخلية والخارجية أيضًا بأشكالها وأنماطها المختلفة وفي مقدمتها الإعلامية.

آخر الحملات كان من قبل إحدى القنوات اللبنانية المعروفة بخبرتها العريقة بنشر الفتنة الطائفية والترويج لها، وقيامها باستضافة أناس مكلفين ببث الكلام المشحون بالنفَس العنصري والطائفي، على إثر قيام جمعية القرض الحسن بتشييد مبنى خاص لافتتاحه كفرع جديد لها في إحدى المناطق اللبنانية.

ولأن المؤسسة اعتادت على مثل هذه الهجمات الحقودة المغلفة بالكره والعدوانية، فهي بالتالي تجيد الردّ بلغة العقل والوعي والواقع والقانون، وهي لم تلجأ يوًا لغير هذه السياسة في إظهار الحقيقة وتصويب الأمور في هذا الشأن، والبيانات التي تصدر دائمًا عن المؤسسة تصب جميعها في سبيل تجسيد الواقع وإظهاره كما هو، على عكس الصورة الكاذبة التي يصورها الإعلام الأميركي في لبنان وخارجه للرأي العام.

تعيش بيئة المقاومة اليوم بأهلها ومؤيديها ومؤسساتها وكافة شؤونها، حالة من الحرب المتشعبة الإتجاهات وحصار خانق من قبل المستكبر الأميركي وعبيده، في محاولة لإرضاخها وتحريضها على الإنقلاب والرضوخ مهما كان الثمن المطلوب، وما نشهده اليوم هو وجهًا من وجوه هذه الحرب التي لن تنتهي بسهولة وسرعة، إلا أن البيئة باتت تقريبًا في مرحلة وعي وإدراك لهذه الحرب وللغايات الكامنة خلفها، ودورنا في هذه المرحلة تحديدًا هو أن نواجه وندافع ونبيّن الحقائق بكل ما نملك من مدركات ووعي وحكمة ووسائل، ونتصدى لحملات هذا “العدو المبطن” الواقع تحت التسمية الأكثر شبهة في هذا البلد وهي “شركاء الوطن”، ورغم حقدهم وحملاتهم، مؤسسة القرض الحسن كانت وستبقى رمزًا لمثل هذا الجهاد، وصرحًا لإحياء سنّة القرض الحسن في الأمة والمجتمع.

اساسيالقرض الحسنالمقاومةحزب الله