محمود موالدي* – خاص الناشر |
تبدو الصورة سوداء نظرًا لحجم الكارثة والمعاناة الضاربة جذور العمق الإنساني، لكنها أكثر سوداوية مع استمرار الحصار الممزوج بالكذب الغربي الفاضح والخديعة الأممية. فلم نعد نصدق تعاليم المنظمات الأممية وتراتيلها الرنانة في الإنسانية واحترام حقوق الإنسان والافتراء على شريعة العيش بعد التقصير العمدي للعون الإنساني المرافق للكوارث الطبيعية. فإذا كان الغرب والأنظمة الغربية قد تجاوزوا حالة النفاق السياسي، ليجسدوا بحق مفاعيل الكذب، إلا أنهم يعيشون منذ فترة ليست طويلة متلازمة (جوسكا) والتي يقصد بها نوع من الاضطرابات العقلية التي تؤثر على نفسية الإنسان، فيتم من خلالها خلق أحاديث افتراضية مع العقل قد تكون إما إيجابية أو سلبية، ولكن أغلب الأفراد المصابين بها لا يفكرون إلا بسلبية، بل يؤكد المختصون أنها تسبب الأفكار السوداوية. إنها عقلية الغرب المتعثرة في فهم كينونة هذا الشرق. إنه أسلوب جديد من أساليب الاستثمار القبيح للأزمات وكيل الاتهامات وشيطنة الدولة السورية.
إن الناس في سورية محاصرون تحت الأرض وفوق الأرض، وخسائر مهولة مقارنة بالإمكانيات. إن سورية وخلال سني الحرب صابرت وكابرت على الجراح وواجهت الإرهاب المتعدد في التمويل والتشكيل بالكثير من الإيمان والصمود مع حلفاء شرفاء مخلصين، واليوم تواجه الكارثة باللحم الحي محتفظة بالكثير من الكبرياء والاعتزاز، أيضًا مع حلفائها الشرفاء المخلصين.
إن التصريحات الغربية المعادية عمومًا والأمريكية خصوصًا تدل بشكل واضح وصريح على العدوانية المباشرة للشرعية السورية ومحاولة متجددة لإضعاف الدولة السورية وخلق منفذ وهمي للدخول الدولي على الأرض، مضافًا لوجود الاحتلال الأمريكي وأدواته والاستمرار في السرقة الموصوفة للثروات الوطنية.
إن دورنا اليوم مدونين وكتابًا وناشطين ومحللين وإعلاميين توضيح الخداع الغربي والمنظمات الأممية الواهية والاستمرار في المطالبة بكسر الحصار ورحيل الاحتلال الأمريكي.
إن الثروة السورية المنهوبة تكفي دولتنا للبناء وإعادة الإعمار، فمن حارب الصهيونية وأدواتها التكفيرية لسنوات لا يعرف التسول من المنظمات الدولية وغيرها من مؤسسات متعددة الجنسيات.
*كاتب وناشط سياسي سوري