محمود موالدي* – خاص الناشر |
إنها نكبة إنسانية يعيشها الوطن، بعد الزلزال وما نتج عنه من ضحايا وجرحى ومشردين وخراب كارثي. وما ضاعف المعاناة هو الحصار والتراكمات التخريبية جراء الإنهاك المفتعل لما تبقى من البنية التحتية وخروج آليات ثقيلة عن الخدمة كانت لازمة في عمليات البحث والإنقاذ، ناهيك عن النقص الحاد في الموارد الطبية ولزومها الضرورية وتهيئة المستشفيات ومختلف أجهزة الطبابة المطلوبة، على الرغم من الاستجابة الأممية الفاترة والنفاق الغربي المتوحش وعلى رأسه الإدارة الأمريكية والمتاجرة المكشوفة بالكينونة الإنسانية والتلاعب الفاضح للأنظمة الغربية في مجال حقوق الإنسان ومقوماته أثناء الكوارث. إلا أننا نشهد حيوية في عمل المنظمات الدولية ومحاولة لإيجاد حلول ظرفية وآليات عمل مواكبة الكارثة من جهة ومتناهية مع الحصار الأمريكي والأوروبي من جهة ثانية.
إن حجم الألم كبير ومفاعيله عميقة، لكن وفي ظل هذا المصاب وغمرة الجراح وانسكاب الأوجاع المختلفة علينا النهوض بقوام مختلف، وأن نضع أولوياتنا الوطنية في حيزها التكتيكي والإستراتيجي؛ فمع المطالبة بكسر الحصار الغربي على سورية والتحفيز الاقتصادي الممنهج من خلال إعادة الإعمار والتعويض الفوري للدولة السورية جراء الانعكاسات المضرة لهذا الحصار منذ سنوات، علينا أن نطالب بالرحيل الفوري للاحتلال الأمريكي عن الأرض السورية ووقف السرقة الموصوفة لمقدرات البلد ونهب ثرواته والتعويض الفوري عن كل ما سرق خلال سنوات الاحتلال، وهذا يتطلب تحركات شعبية وحراكًا ثقافيًا إعلاميًا ممنهجًا، فهي دعوة لكل المثقفين وأصحاب القلم والكلمة ورجال العلم والمعرفة والصحفيين والإعلاميين لوضع خريطة عمل ترتكز على الدعوات المباشرة واعتصامات مواكبة للعمل الإغاثي. نعم فليرفع الحصار ويرحل الاحتلال الأمريكي عن أرضنا.
وسيبقى القرار مقاومة.
*كاتب وناشط سياسي سوري