استعراض على دكة المسرح

من أساسات بناء المقاوم مذ أول يوم التحق فيه بميادين المنازلة -والتي تتطلب منه وعيًا كاملًا للتعامل مع القطعة التي بيده -السلاح- هي مهارة (فن التصويب)، كي ينتج له -ذلك الفن- الانتصار وحفظ أرواح الناس، وكذلك مستقبلا مشرقا للبلاد وحصنا منيعا يصد المحاولات الرامية الى النيل من الإنسانية.
وهكذا يَفرض العقل الواعي على البطل المقاوم أن يجيد تعلم هذا الأساس -فن التصويب- ليصل إلى كمال القدرة التي هي الشرارة الأولى لتحقيق الأهداف السامية، والتي جاء من نتائجها هذا الاستعراض المهيب اللائق بالحشد بوصفه قوة قادرة متماسكة، تجيد القتال بطريقة عسكرية تضاهي القوات القتالية ذات المستوى العالي في المنطقة وتحوله (الحشد الشعبي) إلى قوة كبيرة وقلاع حصينة لحفظ البلاد .
ويتناغم المسير مع الإيقاع في استعراض ارتقبته كل القوى السياسية الداخلية والخارجية وسلط الاعلام الاضواء عليه بشكل استثنائي لأهمية هذا الحدث على مستوى التطورات الكبيرة في المنطقة

في الجانب الآخر يمضي الحشد الشعبي بخطوة جديدة وفريدة من نوعها وهي خطوة بارزة ولامعة نحو تصويب الفن على أنه مهمة لابد منها، وإيقاظ الذائقة باتجاه فن أصيل من خلال الوسائل المعاصرة لذلك الفن فيقدم من خلالها القيم الإنسانية والتاريخية فيقض مضاجع العدو بميدان حاول الآخرون حصره في اقصاء القيم النبيلة وتمييع شعوب المنطقة عن طريق تشويه الفن والمسرح وتغييب الذهنية المتلقية عن فهم مسارات التاريخ وزرع مبادئ مشبوهة تخدم العدو في استفغال الناس، وضخ كمية هائلة من المفاهيم التي من شأنها إفساد هذه الشعوب وتقبلها لأي سبيل يحمل عنوانا براقا ظاهرا ويُخفي في حقيقته اهدافه الفتاكة للأسرة والمجتمع.

وهنا انبرى الحشد بطريقة رائعة ولافتة للنظر وهي الاولى من نوعها في عالم الفن حتى يصوبه نحو الحقيقة التي من اجلها خلق الفن، وهذا ميدان واسع يتطلب منا ان لا نتركه للعدو كما يُعدُّ مهمة أخلاقية ترافق مهام التحرير وحفظ البلاد والناس.

قيامة الأرض سلاح فني متكامل يتحف الضمائر باليقظة والرشد ويغير بوصلة المسرح بشكل مذهل يصعق المتلقي بحقيقة فنية متكاملة تسلحه وتعطيه الممانعة في المستقبل حتى يكون مقاوما لا تنطلي عليه حيل المسارح الدخيلة على الواقع الاجتماعي العراقي.

تعلمنا فن التصويب وها نحن نصوب الفن وفي القادم سنضع كل الإمكانيات من أجل الإنسان.

أنس جالي – العراق

اساسيالحشد الشعبيالعراقفنون