طلاب سوريا يقاومون الحصار

ويفا البدوي – خاص الناشر |

رغم الألم والمعاناة، يحصد طلاب العلم في سورية الأشواك التي زرعتها أمريكا في طريقهم ويرمون بها خلف ظهورهم. يستبدلون بها أقلامهم ويكملون الطريق بكثير من الأمل، ولا استسلام.

منذ أن تآمرت الدول الأربع والثمانون على سورية وسيادتها لإسقاط الدولة، وإلى يومنا هذا، وبعد إراقة دم مئات الآلاف من أبناء الشعب العزيز ظلمًا وعدوانًا، وطلبة العلم يعانون أقسى معاناة.

رغم برود الحرب بالمعنى العسكري، إلا أن حرب التجويع ومحاولة الاذلال، عبر الحصار وقانون قيصر الظالم، تطال مختلف أطياف الشعب، ومنهم الطلبة. موخرًا، زرت مدينتي دمشق وحلب، تفحصت المكان، أكثر ما لفت نظري وبصري هي مشاهد حية لطلاب في المرحلة الابتدائية يتسابقون لاستقلال أحد باصات النقل الداخلي، الذي عادة ما يكون مكتظًّا، لينتقلوا عبره إلى أقرب نقطة من مدرستهم. يحصل ذلك في ذروة شح المحروقات الذي انعكس على جميع نواحي الحياة دون استثناء، لكنه مشهد كفاح بحق، مشهد يعبر عن أمل بمستقل أجمل، عله يمحو سنين التعب هذه.

مشهد الانتقال لهولاء الطلبة من منازلهم إلى مدارسهم عبر باص نقل عام، يرافقه مشهد آخر أكثر قسوة، أيضًا طلاب صغار في السن، يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى مدارسهم، سيرًا على الأقدام. يحصل ذلك في الحر والبرد القارس. هو مشهد ألم، لكنه كفاح أيضًا.

المدهش، وما سألته لنفسي، وفي ظل شح كبير في مادة المازوت، بسبب الحصار طبعًا، هو كيف يقضى هؤلاء الأطفال يومهم الطويل في المدرسة، ويكررون ذات الأمر طوال فصل الشتاء؟

هذه المشهديات، ربما يشعر بها كل سوري، عانى الحرب والحصار، ثم الحصار المشدد. مشهدية تدفعنا لنلعن قوانين الظلم، التي ينشدونها لبلادنا تحت عناوين فضفاضة، ظاهرها يدعي الحرص على شعوبنا، وباطنها خنجر في ظهر بلدنا لتركيعه وإذلاله.

سوريا، كما هو واضح من سلوكات طلبتها وشعبها وقيادتها، تواجه الحصار بكل شيء وشتى السبل، صغارها قبل كبارها يزرعون في جسد الحصار مسمارًا، سيتحول غدًا إلى قنبلة تنفجر في وجوه من أرادوا لشامنا أن تسقط، فإذا بأهلها يرفعونها ويسقطون كل من طعن في خاصرتها خنجرًا.

طلاب سوريا هم صورة عن بلد رفض الخضوع، فرفع رأسه وانتصر.

اساسيالحصارسوريا