ما أبرز التحديات الأمنية التي تواجه حكومة نتنياهو الجديدة؟

تواصل المحافل الإسرائيلية المختلفة، الاهتمام بتسليط الأضواء على التحديات وخاصة الأمنية التي تنتظر حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية المرتقبة، برئاسة زعيم حزب “الليكود” بنيامين نتنياهو.

وقال الجنرال الإسرائيلي، تمير هايمان، مدير معهد بحوث الأمن القومي حاليا ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” سابقا: “بعد فترة طويلة من الاضطراب، في الجولة الحالية (انتخابات الكنيست الـ25) تحقق حسم سياسي واضح، في كل ما يتعلق بسياسة الأمن ينبغي أن نذكر ونتذكر؛ رئيس الوزراء المرشح، مجرب في المجال ويعد محافظا وحذرا في سلوكه، وينبغي الأمل بأن تلك المسؤولية التي ميزت سلوكه السياسي-الأمني في الماضي ستميز ولايته التالية”.

وأوضح في مقاله بصحيفة “إسرائيل اليوم”، أن “هناك 5 تحديات أمنية، واستمرار السلوك الاستراتيجي الحالي لإسرائيل فيها يفاقم وضعنا، ومطلوب التغيير”، معتبرا أن البرنامج النووي الإيراني، هو أول تلك التحديات.

وأكد هايمان، أن “استمرار البرنامج في إيران دون إطار مقيد، من شأنه أن يؤدي إلى واقع إيران نووية، والواقع الناشئ أمامنا، هو أنه كنتيجة لإسناد إيران لروسيا، فهي تعظم (بنظرها) حصانتها في وجه العقوبات الغربية وتشوش إمكانية هجوم عسكري ضدها، وإيران تواصل التقدم نحو قدرات حافة نووية”.

وأضاف: “إسناد القوتين العظميين؛ الصين وروسيا، من شأنه أن يشجع إيران في طريقها إلى القنبلة النووية، فالتجربة تثبت أن القدرة النووية تضمن بقاء النظام”.

والتحدي الثاني، يتعلق بالساحة الفلسطينية؛ إسرائيل تنزلق نحو واقع الدولة الواحدة، وحفظ الواقع الحالي للحكم الذاتي عمليا منوط جدا بوجود السلطة الفلسطينية ومؤسساتها، وانحلال السلطة سيزيل الإطار الذي يفصل بين المجموعتين السكانيتين، وسيعيد صلاحية إدارة الحياة اليومية للفلسطينيين إلى إسرائيل، وهذا من شأنه أن يخلق واقع دولة واحدة، وستكون إما غير يهودية أو غير ديمقراطية”.

ورأى الجنرال، أنه “كلما استمرت سياسة غياب الحسم في هذه المسألة، فستتعزز المحافل التي تقوض السلطة من الداخل، كما أن مفاسد زعامتها جلبتها إلى حافة الانكسار، ومن شأنها أن تتلقى رصاصة الرحمة مع الدخول إلى صراع الزعامة بعد أفول عصر محمود عباس”.

ولفت إلى أن “معركة إرث الرسائل الوطنية التي ستوجه إلى الشباب الغاضب من مدرسة إلهام “عرين الأسود”؛ سيردون بتصعيد المواجهات حتى انتفاضة واسعة وخطيرة”، منوها إلى أن “حساسية تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى والضم، من شأنهما أن يساهما في إشعال الأوضاع، وعليه فإنه جدير الامتناع عن كليهما”.

وبين أن الثالث، يتمثل في الجبهة الشمالية؛ “لبنان في أزمة تاريخية، وهو يدخل في فترة فراغ رئاسي، ولا يوجد رئيس دولة يؤدي مهامه، وانعدام مهام الدولة لا يسمح للأسرة الدولية بالمساعدة (وهي لا تريد)، وفي قلب الجلبة يوجد حزب الله، الذي يعرض نفسه كالمحفل الأقوى في المجتمع اللبناني، وتعزيز مكانته الداخلية ووهم الثقة الذاتية لنصرالله، من شأنهما أن يسحقا ميزان الردع والتنظيم، وهذا الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تقدير مغلوط، وإذا استأنف حزب الله تهديداته، فستكون حكومة إسرائيل مطالبة بأن ترد بشكل يعيد الردع دون الانزلاق لحرب، وهذا الاختبار التالي، هو مسألة وقت فقط”.

ومن بين التحديات التي تواجه الحكومة الإسرائيلية المرتقبة، النظام العالمي الجديد، وذكر الجنرال أن “تعاظم المنافسة العالمية يستوجب حفظ الإسناد المطلق من جانب الولايات المتحدة للأمن القومي الإسرائيلي، والحكومة مطالبة بأن تراجع من جديد شكل الدعم لأوكرانيا وتعزيز العلاقات الخاصة مع واشنطن، وذلك تحت سحابة العلاقة الوثيقة التي نشـأت في الماضي مع حكومات أبرزت الارتباط الحزبي لإسرائيل مع الحزب الجمهوري بشكل خرق التوازن التاريخي لمكانة إسرائيل كمسألة فوق الأحزاب في الولايات المتحدة”.

ونبه إلى أن “استمرار السلوك ذي القطبين الذي يسمح لإسرائيل بأن تمسك بـ”العصا العالمية” من طرفيها، في واقع المنافسة المتصاعدة بين الكتلتين، من شأنه أن ينظر إليه بشكل سلبي من جانب كل واحد من الطرفين المتنافسين، مع التشديد على الجانب الغربي الذي يميل أحيانا إلى التفكير ثنائي القطب (معنا أو ضدنا)”.

وأشار مدير معهد بحوث الأمن القومي، أن التحدي الأمني الخامس، يتعلق بـ”الحصانة الاجتماعية الإسرائيلية؛ فالأمن الشخصي والتطلع إلى الحوكمة؛ هي تحديات حقيقية، وإسرائيل تشهد حالة من التوتر الداخلي بين اليهود والعرب، إضافة إلى تحديات حفظ القانون والنظام”.

ونوه هايمان، إلى أن “الخطر على الأمن القومي الإسرائيلي أن العلاج من شأنه أن يكون أخطر من المرض؛ بمعنى، أن المعالجة الحاسمة والواسعة النطاق في مجال الحكم سيكون لها آثار جانبية تتمثل في تقويض التوازنات والمكابح بين المؤسسات الإسرائيلية، وستؤثر على الهوية الليبرالية للمجتمع الإسرائيلي”، منبها إلى أهمية كل من التوازن والعلاج، ولكن “يجب أن يتما بشكل حساس ومقنّن، كما أن الاعتدال والتوازن لا يقل أهمية عن إدراك التهديد والتعامل معه”.

أحمد صقر – عربي 21

اساسياسرائيلنتنياهو