في قراءة عميقة وتفصيلية لأسباب سقوط الكيانات اليهودية الأربعة السابقة، يقدّم البروفيسور دافيد باسيج في كتابه “السقوط الخامس: كيف ستستطيع دولة إسرائيل الهروب بالمستقبل من مصيدة التاريخ اليهودي؟” سيناريوهات السقوط الخامس للكيان الإسرائيلي الحالي. يناقش الكاتب الإخفاقات التي ارتكبها القضاة والملوك والكهنة والحاخامات في الماضي والتي أدّت إلى انهيار الكيانات السابقة، فبرأيه من خلال ذلك فقط، يمكن عرض وتقديم طرق لتحديد الأسباب التي ستؤدي إلى ضمان عدم تكرار أخطاء الماضي في المستقبل. الكاتب يشير إلى أبرز التحدّيات التي تواجه الكيان الإسرائيلي الحالي وأبرزها صراع اليمين واليسار الذي يتوقع أن ينجم عنه حرب أهلية، أضف إلى المسائل التي تتعلق بعمق مفهوم “الدولة” كأزمة الهوية والرواية الكلاسيكية للتاريخ اليهودي، وغاية الدولة. وفي ضوء ذلك، يقدّم الباحث في الدراسات المستقبلية في جامعة بار إيلان في كتابه الصادر عام 2021، سيناريوهات السقوط الخامس للكيان الحالي.
مستقبل مثير للتهديد
السيناريو التالي هو نوع من الوصف الأبدي لسيناريو “الخوف” و”الرعب” و “التهديد” وكلي أمل في أن يبقى هذا السيناريو على هذه الصفحات فقط.
هو مكتوب كفصل في الكتب التعليمية لطلاب المرحلة الثانوية، وخلال قراءته، تخيلوا طفل يهودي في أمريكا قرأه في عام 2200، كجزء من منهج تعليم التاريخ عن شعبه على مدار 300 عام منذ المؤتمر الصهيوني الأول، وهو يعكس النمط الذي ميز الأحداث التي أدت – مرة تلو الأخرى إلى الكوارث في التاريخ اليهودي، وهذا النمط يُشير إلى فترة ازدهار، تليها فترات من الخلافات الحادة والصراعات الدموية، وفي نهايتها كارثة قوميّة.
ضياع الطريق
جذور الحرب الأهلية التي اندلعت في دولة “إسرائيل” في سنوات الأربعينيات من القرن الحادي والعشرين، بدأت في سنوات العشرينيات من القرن نفسه، واشتدت الخلافات حول المظاهر المستقبلية للدولة، وأثرت أيضاً على الأمور المتفق عليها، مثل أبدية الدولة اليهودية وأهمية قانون العودة لليهود، وضم أجزاء من الضفة الغربية، إذ إن قانون القومية الذي تم عام 2018، لم يُسهم كثيراً في توضيح غاية قيام ووجود دولة “إسرائيل”.
وفي الخامس عشر من مايو سنة 2035، خلال احتكار اليسار للبرلمان بواسطة قيادات الكتلة اليسارية، وبالتعاون مع سياسيين من المركز – وسط الخارطة السياسية – تمت المصادقة على إلغاء قانون العودة، بفارق صوت واحد، ومن هنا فصاعداً لا يُمكن لأي رئيس وزراء أن يحصل على إجماع في أي تصويت أو تشريع جديد في كافة المواضيع السياسية، أو الدينية، أو الخارجية، أو وقف إطلاق النار، أو حتى اتفاقيات السلام، حيث إن الفوضى سيطرت، وأصبح من الصعب حسم أي موضوع من خلال البرلمان.
وفي أعقاب الحرب بالشمال في سنوات عشرينيات وثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، كان الجيش الإسرائيلي ” لا يزال يسيطر على مناطق واسعة هناك، من جبل الشيخ إلى دمشق. وهذا يتطلب موارد كثيرة وقوات كبيرة من الجيش، حيث إن الهجمات على القوافل التي تنقل الجنود “الإسرائيليين ” تزايدت، وكانت تؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح، كما أن ما حدث في لبنان في التسعينيات من القرن العشرين تكرر.
كتلة اليمين في “إسرائيل” أصرّت على عدم الانسحاب دون مقابل أو اتفاق، بينما أصرت كتلة اليسار على الانسحاب دون مقابل من سوريا أو لبنان. وزعمت كتلة اليمين أن كل انسحاب سيُقرّب إيران وحلفائها من الحدود الشمالية لـ “إسرائيل”، مثلما حدث مع حزب الله نهاية القرن الماضي، وأنه يجب على الدولة عدم تكرار الخطأ الاستراتيجي الذي كلفها 3000 قتيل في ثلاث حروب.
ومن ناحية أخرى، زعمت كتلة اليسار، أن “إسرائيل” لم تخوض الحرب من أجل احتلال بعض المناطق، وكان الهدف من الحرب إبعاد تهديد الصواريخ من حدودها الشمالية ومن الجولان، وطالما تحقق هذا الهدف، فلا داعي لـ “إسرائيل” للإبقاء على قواتها في هذه المناطق البعيدة عن دولة “إسرائيل”، في مناطق تتميز بالحروب الداخلية، ولا أحد يعلم من يُقاتِل من الحرب الأهلية التي ستندلع في “إسرائيل” في شهري سبتمبر وأكتوبر 2041، يمكن أن تلاحظ بوادرها مقدماً، حيث كانت لها خلفيات عديدة، مثل الخلاف حول منح سُكان الضفة الغربية الجنسية “الإسرائيلية”. فعلى مدار 50 سنة منذ توقيع اتفاقيات أوسلو، كانت هناك عدة محاولات فاشلة لإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية، وطوال هذه الفترة فشلت “إسرائيل” في إقناع الفلسطينيين بسيادتها على القدس.
فيما كانت “إسرائيل” وافقت على خطة الرئيس “ترامب” “صفقة القرن” في عام 2020 بينما عارض الفلسطينيون أي خطة لا تتضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مما تسبب في حدوث انهيار لكل الجهود الدولية للتوقيع ،1967 وعاصمتها القدس على أي اتفاق سلام.
كما أن تركيا التي تحولت إلى جهة مهيمنة في الشرق الأوسط، قدمت في عام 2040 مقترحا للنقاش، وبموجب هذا الاقتراح نحافظ “إسرائيل” على القدس ومحيطها تحت سيادتها، مقابل منح حوالي مليون فلسطيني الجنسية “الإسرائيلية”، ويكونون قادرين على التنقل بشكل مريح بين “إسرائيل” والأراضي الفلسطينية. وفي مصادفة سياسية معينة، بين اليمين ومعسكر الصهيونية الدينية، تم تمرير هذا المشروع بموافقة حكومية فقط، دون نقاش في الكنيست أو استفتاء شعبي عام، مثلما طالب به غالبية الجمهور.
ومع حلول عيد العرش في عام 2041، اندلعت مواجهة غير متوقعة خلال مسيرة إلى لحائط البراق، كجزء من الاحتفالات اليهودية بالعيد، كما كانت العادة السنوية.
وقد بلغ تعداد سكان دولة “إسرائيل” في هذه السنة 15 مليون نسمة، وكانت تعتبر الدولة الغربية الأكثر ازدحاماً في العالم الغربي مقارنة بدول أوروبا، كما أن التدافع عند البراق أجبر حُراس حرم المسجد الأقصى إلى فتح بوابات محيط الحرم؛ من أجل خروج السكان اليهود منه، حتى لا يتأثر أحد من المحتفلين من الزحام.
الشبان العرب الذين كانوا في المسجد الأقصى اعتقدوا أن اليهود بدأوا باقتحام المسجد لاحتلاله، وبدأوا بالمواجهة مع اليهود، وخلال وقت قصير خرجت الأمور عن السيطرة وفي محاولة للسيطرة على الوضع وإعادة النظام، صادق قائد الشرطة على إخلاء اليهود من ساحة البراق، وتفريقهم داخل الأحياء اليهودية في البلدة القديمة، لإبعادهم عن المسلمين الغاضبين في المسجد الأقصى المبارك.
أما بالنسبة لليمين، فقد اعتبرت هذه الخطوة إهانة قومية وقالوا إنه بدلاً من قيام الشرطة “الإسرائيلية ” بحماية اليهود، فإنها تطردهم من الأقصى، وبدأت بعض الجهات باليمين دعوة اليهود للحضور الفوري من كل أرجاء البلاد إلى حائط البراق؛ للدفاع عنه.
وبعد أسبوع كامل من المواجهات اشتعلت النيران وزادت سخونة وانتشاراً دون أي سيطرة على المصلين اليهود في البراق، أو على المصلين المسلمين في الأقصى، عندها أصدر رئيس.
إن التحدّيات الفكريّة والثقافيّة التي سيواجهها المجتمع البشري في إسرائيل” في بداية القرن الحادي والعشرين ستكون كبيرة، وإذا لم يتم إيجاد استجابات لهذه التحدّيات، فإن دولة “إسرائيل” واليهود كثقافة وكدين، سوف تتعرض لأزمة هوية.
ربما يكون صراع الجماعات والتيارات في “إسرائيل” على كل قانون وحكم شرعي في الدولة، دون أن يتوصّلوا إلى حلول وسط.
القبائل في السابق تصارعت على أجزاء إقليميّة من البلاد، وعلى مصالح تعتمد على علاقات متبادلة بينهم، وهذا ليس موجودًا حاليًا في “إسرائيل” في القرن الحادي والعشرين.
الصراعات القبليّة تركناها خلفنا قبل 2600 سنة، لأن هذه القبائل هي التي تسبّبت في الانقسام، وخراب الكيان اليهودي القومي في البلاد.
ومن ناحية أخرى، لم تكن الصراعات في بداية العصر الخامس بين نسل هذه القبائل على مصالح أرضيّة أو على مصالح اقتصادية وعرقيّة، بل كان الصراع على جدول الأولويّات بين مركّبات الهويّة اليهوديّة، والتي كانت متماسكة على مدار 2000 سنة، ولكنها في الوقت الحالي مشتّتة. وكذلك الخلاف حول مسألة إعادة ربط هذه العناصر والمركّبات مع بعضها البعض، وتحديدّا حول طريقة الربط وجودته.
لا تزال إسرائيل تعاني من مشكلة ديموغرافية ومن عدد سكاني كبير، والتي قد تصل حتى نهاية القرن الحادي والعشرين إلى أربعة وعشرين مليون نسمة، وهذا العدد الهائل متجمّع في منطقة جغرافية ضيقة وصغيرة ذات ازدحام كبير، وهذا يخلق لها العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
في كل عصر من عصور التاريخ اليهودي، كانت هناك نخب قيادية تتصارع على المكانة القيادية، وهذه النخب أو التيارات أو الشخصيات التي لم تنجح بالوصول إلى السلطة والحكم تم تهميشها على يد النخبة الحاكمة، تهميش سياسي وديني واجتماعي وثقافي.
وفي كل مرة كانت تصل هذه التيارات للحكم، كانت تدرك بأن معالجة الأزمة تكون فقط بتغيير طريقة الحكم السابقة. وهذا ما حصل مع الملوك الذين حكموا بعد القضاة، ومع الكهنة عندما حكموا بدلًا من الملو، والحاخامات عندما تولوا القيادة الروحية الدينية للشعب بعد الكهنة.
بعد أن انخرطت القبائل في حروب أهلية وصراعات دموية بينها، تولى المهمشين القيادة وهم في هذه الحالة طبقة أو نخبة الأنبياء الذين كان لديهم رؤية التوحيد فأوكلت الأمر إلى شاؤول (طالوت) من قبيلة “بن يمين”، وجعلته أول ملك على اليهود في البلاد، لكي يوحّد اليهود في كيان سياسي قومي مستقل، ويكون قويًا لمواجهة الغزاة الباليست (الفلسطينيين) ولكن داوود يشاي زعيم قبيلة يهودا الذي اعتبر نفسه مهمشًا في فترة الملك “شاؤول” (طالوت)، وعارض طريقة شاؤول في الحكم، وكذلك في التعبد الديني، وقام “دافيد” (داوود) بتوحيد المراكز الدينية والروحية والسياسية والثقافية في مدينة واحدة، وبنى معبد واحد في مدينة القدس التي جعلها عاصمة لمملكته، لكن ابنه شلومو (سليمان) فشل في تحقيق رؤية والده، وبعد 30 سنة من بناء المعبد – الهيكل الأول – الذي بناه شلومو، وبعد موت شلومو تمردت القبائل اليهودية العشرة على قبيلة يهودا التي كانت تحتضن بداخلها من تبقى من قبيلة “بن يمين”، وطالبوا بالانفصال عن مملكة يهودا وبن يمين وأسسوا مملكة إسرائيل بالمناطق الشمالية.
فترة انتقالية للعصر الخامس
صحيح أن الحركة الصهيونية الحديثة قدّمت طريقة للخروج من الصمت الذي سيطر على قادة اليهود على مدار الأجيال في العهد الماضي، بعد 120 سنة من التفكير والعمل للوصول إلى النهضة القومية، لكن قيادات الحركة الصهيونية، لم يقوموا بإجراء أي محاسبة للنفس، حول مسألة عدم ظهور النهضة القومية بوقت أبكر من ظهور حركتهم.
وبدون هذه المحاسبة، من يضمن أن قادة الدولة الإسرائيلية المستقبلية لن يفشلوا كما فشل القادة في المراحل الأربع السابقة؟ من يضمن لنا أنه مثلما فشل أجدادنا في تجربتهم القومية السيادية الأولى والثانية، فإن التجربة الثالثة للدولة في العصر الخامس الحالي لن تفشل؟
من يستطيع أن يضمن لنا أن الطريقة الديمقراطية الحالية للحكم لن تفشل كما فعلت الطريقة الملكية أو الكهنوتية أو الحاخامية التي سبقتها؟
يجب دراسة الإخفاقات التي ارتكبها القضاة والملوك والكهنة والحاخامات، ومناقشة ذلك والتفكير به. لأنه من خلال ذلك فقط يمكن عرض وتقديم طرق لتحديد الأسباب التي ستؤدي إلى ضمان عدم تكرار أخطاء الماضي في المستقبل، من خلال أسلوب الحكم الديمقراطي الذي يميز العصر الخامس من التاريخ اليهودي والذي نعيش بدايته.
غالبيّة اليهود المتدينين الذين يعيشون في اسرائيل في هذه الفترة نحو العصر الخامس، لا يقدرون جيدًا الخلل في الهوية الدينية اليهودية، والذي يجعل التحديات أصعب، ويتطلب من مفكري الأجيال المستقبلية إبداء رأيهم حوله، من أجل فتاوى الشريعة والفكر الفلسفي في الديانة اليهودية من الأزمة التي سيتعرضون لها.
في كل عصر وآخر هناك فترة انتقالية استمرت حوالي 200 عام، وأنه حدث فيها صراعات وحروب داخلية بين اليهود أنفسهم، وبينهم وبين الغزاة المحتلين من الخارج، ورسموا ملامح المرحلة التالية، وفي نهاية كل فترة انتقالية حصلت مصائب كبيرة تسبّبت في زعزعة الأسس الفلسفية والتنظيمية للعصر الذي سبق هذه الفترة الانتقالية، وكانت المؤشر لبداية بلورة ووضع أسس جديدة، كمحاولة للخروج من الأزمة التي حلّت على الشعب اليهودي.
ستنتهي هذه المرحلة الانتقالية عندما يصبح غالبية سكانها فيها مع نهاية العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، أو تحديدًا في عام 2050، عندما يصبح حوالي 70% من يهود العالم يعيشون في دولة إسرائيل ذات السيادة.
ولادة متجدّدة
التحدّيات الفكرية والثقافية التي سيواجهها المجتمع البشري في “إسرائيل” في بداية القرن الحادي والعشرين، ستكون كبيرة وإذا لم يتم إيجاد استجابات لهذه التحديات فإن دولة إسرائيل واليهودية كثقافة وكدين سوف تتعرّض لأزمة هوية.
قد تتنامى الشكوك حول الوجود من الفرا غ المتكوّن، وقد يحسم الكيان اليهودي الإسرائيلي في الفترة الانتقالية قبل دخول العصر الخامس، والأكثر من ذلك، قد يُحسم مصير الرواية الدينية التي قد تتفرّق مرّة أخرى في العالم، لفترة تدوم عدّة سنوات مثل العصر الرابع.
الموجودون حاليًا في البلاد يدركون حجم المرحلة، ولكنهم لا يجرؤون على الحديث عن تحدياتها، وربما يكون هذا سبب صراع الجماعات والتيارات في “إسرائيل” على كل قانون وحكم شرعي في الدولة، دون أن يتوصلوا إلى حلول وسط. لذلك يجب ألا ننظر إلى التيارات في “إسرائيل” حاليًا مثل القبائل في أرض “إسرائيل” بالماضي، فالقبائل في السابق تصارعت على أجزاء إقليمية من البلاد، وعلى مصالح تعتمد على علاقات متبادلة بينهم، وهذا ليس موجود حاليًا في “إسرائيل” في القرن الحادي والعشرين.
من ناحية أخرى، لم تكن الصراعات في بداية العصر الخامس بين نسل هذه القبائل على مصالح أرضية أو على مصالح اقتصادية وعرقية، بل كان الصراع على جدول الأولويات بيت مركبات الهوية اليهودية، ومركبات وعناصر الهوية اليهودية، التي كانت متماسكة على مدار 2000 سنة، ولكنها في الوقت الحالي مشتّتة، وكذلك الخلاف حول مسألة إعادة ربط هذه العناصر والمركبات مع بعضها البعض، وتحديدًا حول طريقة الربط وجودته.
هناك حاجة ماسّة لوجود عمل إبداعي جديد يختلف عما هو موجود حتى الآن، هناك حاجة ماسّة لوجود مبدأ جديد، يكون قادرًا على التوحيد من الداخل، توحيد ما تفرّق وما تبعثر، ثم توحيد القدرات والجهود للوصول إلى عمل إبداعي جديد ومختلف، ذو روح مستمدة من خصائص القيادة وخصائص الفكر العلمي.
إذا لم يتم التعرف على هذه التحديات الجديدة التي تقف أمام الجيل الجديد في “إسرائيل” وفي المنفى، فلن يكون أمامنا خيار سوى الوقوع في أزمة كبيرة، أزمة أخرى تُزعزع استقرار كل اليهود وتجعلهم يُدركون حجم هذه التحديات، والبدء في تقديم الاقتراحات المناسبة والمعقولة لصياغة تحالف غاية لدولة “إسرائيل”، وتطوير آلية تفكير جديدة في الفكر اليهودي.
وحتى لا تتكرر بعد مئة أو مئتي سنة – الأنماط السلبية السابقة في المزاج اليهودي التي تسببت له في الخراب والشتات، فإن المطلوب من جميع التيارات اليهودية الآن الانضمام إلى جهود صياغة حِلْف غاية لـ “إسرائيل”، حِلْف غاية لليهود، حلف يُلائم العصر الخامس، يقوم على فهم جيد للتاريخ، وقائماً على الاحترام المتبادل بين اليهود.
وبهذا، قد يتم إدارة العصر الخامس بشكل مختلف، ولا يُسجله التاريخ على أنه تجربة فاشلة مثل العصور الأربعة السابقة في مراحل التاريخ اليهودي، وقد يسجله كمحاولة ناجحة لميلاد متجدد للشعب اليهودي، بقوّى روحية وثقافية، لم يعرف اليهود مثلها منذ 3400 سنة. ولكن إذا الشعب اليهودي لم يُدرك معنى وخطورة وحجم التحديات التي تقف أمامه في مطلع القرن الحادي والعشرين وفي مطلع العصر الخامس لتاريخه، وإذا لم يُشارك وبسرعة في تقديم الحلول، ومنها صياغة حلف غاية جديد وطرق عمل إبداعية خلاقة جديدة، فإنه سيجد – بعد مئة أو مئتي سنة- أن حلمه سينهار.
مركز الاتحاد للابحاث والتطوير