كاتب إسرائيلي: الحرب الأهلية في هذا البلد أقرب الآن من أي وقت مضى

ورد بعمود في صحيفة “هآرتس” (Haaretz) الإسرائيلية أن الحرب الأهلية في إسرائيل أصبحت اليوم أقرب من أي وقت مضى.

وجاء بالعمود الذي يكتبه أنشيل أبفيفر أنه ومع استمرار حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إقرار تشريعاتها القضائية، تحول الحديث بين الإسرائيليين إلى خوف عميق وعناد، إذ يشعر كل من المؤيدين والمعارضين بأن هذه هي اللحظة التي يظفرون فيها “ببلادهم” أو يخسرونها.

وقال أبفيفر إن الموضوع خطير، وإنه وجد نفسه على مدار الأيام القليلة الماضية يدخل في مناقشات لم يتخيلها قط، بحيث تتناول هذه المناقشات الكيفية التي تندلع بها الحرب الأهلية ومن سينتصر فيها، وإلى أي جانب ينحاز الجيش وأجهزة إنفاذ القانون والأجهزة الأمنية، مضيفا أنه قبل 4 أسابيع فقط كان يرفض في هذا العمود احتمال نشوب حرب أهلية في إسرائيل.

أقرب اليوم من أي وقت مضى
ونقل أبفيفر عن يديديا ستيرن رئيس معهد سياسة الشعب اليهودي، الذي أسسته الوكالة اليهودية، قوله إن إسرائيل اليوم أقرب إلى الحرب الأهلية مقارنة بالوقت الذي أعقب مقتل إسحق رابين وفك الارتباط من قطاع غزة باعتبارهما حدثين اقتربت فيهما إسرائيل من الحرب الأهلية.

ووصف الكاتب “معهد سياسة الشعب اليهودي” بأنه مؤسسة فكرية شبه حكومية هادئة إلى حد ما، أسستها الوكالة اليهودية، وهي المجموعة الأخيرة التي يُتوقع أن تدخل نفسها في الخلافات السياسية، كما أنه أكثر استقلالية في السنوات الأخيرة، ومع ذلك يقوم هذا المعهد حاليا بتنفيذ حملة لتعزيز التماسك في إسرائيل ومنع المجتمع من الانهيار.

وتساءل أبفيفر عن السبب وراء أن التغيير الدستوري، الذي لا يتضمن إطلاق النار على أي شخص أو طرده من منزله، سيشكل خطرا أكبر بحدوث اضطرابات عنيفة تضع الإسرائيليين في مواجهة بعضهم.

وقال إن ما رآه وسمعه على الخطوط الأمامية للاحتجاجات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي في الأسابيع القليلة الماضية دفعه إلى تغيير وجهة نظره التي كان يتبنّاها قبل 4 أسابيع.

خوف من خسارة “الوطن”
ولفت أيضا إلى أن خوف كثير من الإسرائيليين من الإصلاح الشامل لحكومة نتنياهو يتجاوز المخاوف من انخفاض التصنيفات الائتمانية وتراجع الاستثمار الأجنبي.

وفي حين أن القضية المطروحة حاليا هي سلطة المحكمة العليا، إلا أن الأمر أعظم من ذلك، “إنه خوف عميق وقوي وفوري، خوف من خسارة الوطن”.

وأضاف أن القضاء الإسرائيلي المستقل والقوي “أصبح رمزا لم يعد ينتمي إليه أو يفخر به كثير من الإسرائيليين الليبراليين، وبالتأكيد معظم العلمانيين الإسرائيليين”، مشيرا إلى أن هؤلاء هم قسم من الجمهور أعطى الكثير للدولة في شكل خدمة عسكرية وضرائب.

الأرثوذكس مقابل العلمانيين
ومن جهة أخرى، يقول الكاتب “هناك الأرثوذكس المتطرفون الذين يشعرون بأن الحكومة الحالية تمثل الروح اليهودية الحقيقية، وهي الإنهاء التاريخي لليهود العلمانيين المزيفين الذين كان سقوطهم دائما أمرا لا مفر منه”.

ويختم أبفيفر عموده قائلا إنه لا مصلحة لنتنياهو وحلفائه في أي تسوية، “إنهم يشعرون أن هذه هي لحظتهم الحاسمة للفوز بالبلاد أو خسارتها”.

هآرتس عن الجزيرة

اساسي