بدأت روسيا في عام 2021 بإنتاج سلسلة من أولى طائراتها المسلحة بدون طيار الكبيرة، أو الطائرات المسيرة (UCAV). وهذا يتركها وراء ليس فقط الولايات المتحدة والصين، ولكن أيضاً وراء تركيا وإيران وإسرائيل التي انتشرت طائراتها المسيرة في مناطق عديدة.
وتستعد روسيا لبدء تشغيل مجموعة متنوعة من الطائرات بدون طيار، مع وجود عدة أنواع أخرى على مسار الإنتاج والعديد من النماذج الأولية التي تنتظر عقود الدولة.
واكتسبت روسيا خبرة واسعة في ساحة المعركة باستخدام طائرات Forpost بدون طيار (طائرات بدون طيار إسرائيلية من طراز Search II) وطائرات استطلاع Orlan-10 الأصلية الأصغر. ففي شرق أوكرانيا في 2014-2015 تسببت هذه الطائرات في سقوط مئات الضحايا من خلال تحديد أهداف لضربات مدفعية دقيقة في الوقت المناسب، وتعطيل الاتصالات الأوكرانية باستخدام أنظمة الحرب الإلكترونية Leer-3. ثم فوق سوريا بعد عام 2015، أثبتت الطائرات بدون طيار أنها مفيدة في العثور على أهداف متحركة للطائرات الحربية الروسية لمهاجمتها.
ومع ذلك، فإن الجيش الروسي حريص على تطوير سلسلة قاتلة من الطائرات بدون طيار من خلال تسليح طائرات الاستطلاع المسيرة لشن ضربات خاصة. وطور مصنعو الذخائر الروسية أسلحة دقيقة خفيفة الوزن لاستخدامها بواسطة الطائرات بدون طيار، ولاسيما القنابل الموجهة KAB-20 وKAB-50 و KAB-100 التي تزن 46 و110 و220 رطلاً على التوالي. هناك أيضاً القنبلة الانزلاقية UPAB-50 بأجنحة منبثقة ومدى يصل إلى 18.6 ميل، وصاروخ Kh-50 وزنه 110 أرطال، على غرار صاروخ هيلفاير الأمريكي.
وفيما يلي عرض لست طائرات روسية بدون طيار، ثلاث منها في مراحل متقدمة من التطوير، والأخرى في مراحل مبتدئة، تعول عليها موسكو في أن تنافس الطائرات المسيرة الأمريكية والتركية المتقدمة، كما أورد تقرير لمجلة National Interest الأمريكية.
1- طائرة كرونشتات أوريون (Kronshtadt Orion)
طائرة مشابهة لـ: Bayraktar TB2 بيرقدار التركية.
الحالة: ستدخل الإنتاج عام 2021 ومبيعات التصدير عام 2022
المدى: 160 ميلاً
وهي طائرة مسيّرة استطلاعية لرحلات متوسطة الارتفاع وطويلة الأمد. تم تطويرها للقوات الجوية الروسية والبحرية والقوات الخاصة. وهي مدعومة بمروحة دافعة يديرها محرك نمساوي الصنع. ورغم تخصيصها لمهام الاستطلاع الجوي والدوريات في البداية، فإنه قد تم تطوير نسخ قتالية منها فيما بعد.
وتصل حمولة كرونشتات أوريون إلى 440 رطلاً من الأسلحة على نقطتين داخليتين واثنتين خارجيتين، كما أشاروا إلى حمولات الاستخبارات والرادار والحرب الإلكترونية.
تم اختبار النماذج الأولية من طائرة كرونشتات أوريون للقتال في سوريا في عام 2018، ودخلت الخدمة مع فوج الطائرات بدون طيار التابع للأسطول الشمالي في سيفيرومورسك.
مثلت طائرة كرونشتات أوريون طائرة بدون طيار متوسطة الارتفاع طويلة التحمل قادرة على التحليق عالياً (حتى 24600 قدم) فوق الدفاعات الجوية قصيرة المدى، والتحليق فوقها لساعات وساعات. ويقول خبراء إن الطائرة الروسية هذه هي أقرب إلى الطائرة التركية بيرقدار TB2 Bayraktar، التي تسببت في أضرار كبيرة للحلفاء الروس في أرمينيا وليبيا وسوريا في عام 2020، ودمرت العديد من المنظومات الدفاعية روسية الصنع هناك من طراز بانتسير.
تخطط روسيا في عام 2022 للبدء في تصدير طائرات Orion-E. ويقول صامويل بينديت، الخبير في الأنظمة الروسية في مركز أبحاث CNAS الأمريكي، إن “المعلقين الروس الذين يكتبون عن تطوير الطائرات بدون طيار المحلية يعترفون أساساً بأنهم في سباق مع تركيا للحصول على حصة سوقية لتصدير الطائرات بدون طيار العسكرية”، مضيفاً أن الروس لم ينظروا إلى الطائرات بدون طيار الصينية الأقل تكلفة باعتبارها تهديداً تنافسياً لهم، إذ يعتبرون أن طائرات بيرقدار TB-2 التركية وذخائرها أكثر ثباتاً في القتال”.
2- طائرة ألتيوس- RU
طائرة مشابهة لـ: RQ-4 Global Hawk ،MQ-9 Reaper الأمريكيتين.
الحالة: ثلاثة نماذج قيد التطوير، من المتوقع أن تدخل الإنتاج عام 2024.
المدى: 5,400-6,200 ميل، نصف قطر قتالي يبلغ 2174 ميلاً مع حمولة كاملة.
الحمولة: قد تصل إلى 4400 رطل.
تعتبر ألتيوس- RU الروسية قيد التطوير أيضاً منذ عام 2011، حيث واجهت صعوبات عديدة، بما في ذلك رفض وجود محركات أجنبية الصنع فيها، ومشاكل اختلاس مالية لدى الشركة المصنعة، وعمليات نقل متعددة لمشاغل التصميم.
ويمكن لطائرة Altius، وهي طائرة بدون طيار عالية التحمل طويلة الارتفاع (HALE)، أن تطير على ارتفاع 39000 قدم لمدة تصل إلى 48 ساعة أثناء مسح كل شيء على الأرض ببرجها الكهروضوئي والرادار الجانبي، ولكن على عكس طائرة RQ-4 الأمريكية، يمكنها حمل أسلحة تتراوح من القنابل الصغيرة الموجهة إلى صواريخ جروم التي يبلغ مداها 75 ميلاً.
يتكون نظام طائرة Altius الكامل من جناحين مجهزين بروابط أقمار صناعية للتحكم لمسافات طويلة، رغم أنهما يمكنهما أيضاً العمل بشكل مستقل لفترات طويلة.
يمكن لطائرة Altius القيام بأدوار استطلاعية في وقت السلم، بالإضافة إلى مهام الضربة والاستطلاع بعيدة المدى والتحمل، في غياب الدفاعات الجوية على ارتفاعات عالية.
3- طائرة كرونشتادت سيريوس (Kronshtadt Sirius)
طائرة مشابهة لـ: MQ-1 Predator الأمريكية.
الحالة: نموذج أولي عند الطلب.
المدى: 620 ميلاً.
الحمولة الصافية: 1000 رطل.
تقوم شركة Kronshtadt الروسية بتطوير نسخة مكبرة من طائرة Orion بحجم 2.5 طن مع أنظمة اتصالات عبر الأقمار الصناعية، ما يسمح بالتحكم فيها من جميع أنحاء العالم. بالمقارنة مع طائرة Orion، يمكن لـSirius (أو Inokhodets-RU) الطيران بسرعة 110 أميال في الساعة، وحوالي أربع مرات أخرى لتحمل أكثر من ضعف الحمولة.
4- طائرة كرونشتات هيليوس (Kronshtadt Helios)
طائرة مشابهة لـ: RQ-4 Global Hawk الأمريكية.
الحالة: نموذج أولي.
المدى: 1800 ميل.
الحمولة: 2200 جنيه.
الشركة الروسية نفسها كشفت مؤخراً عن نموذج لطائرة بدون طيار من طراز هيليوس- RLD HALE بأجنحة تمتد إلى مسافة 30 متراً. مدفوعة بمحرك دفع توربيني، يمكن أن تطير هيليوس نظرياً على ارتفاع 6000 قدم لمدة تصل إلى 30 ساعة، ومجهزة برادار متعدد الأوضاع ذي مظهر جانبي سفلي مع إمكانية الإنذار المبكر، بالإضافة إلى حمل الأسلحة. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كانت هيليوس ستجذب الطلبات نظراً لأن طائرة Altius بدون طيار تحتل بالفعل مكانة RLD HALE.
5- كرونشتات جروم (Kronshtadt Grom)
طائرة مشابهة لـ: XQ-58 فالكيري.
الحالة: نموذج أولي.
المدى: 434 ميلاً.
الحمولة: 2200 إلى 4400 رطل، بما في ذلك القنابل الموجهة بالليزر فئة 1100 رطل وصواريخ Kh-38ML.
تدعي شركة كرونشتات أنه يمكن تطوير طائرة متخفية من طراز جروم التي ستشترك في الأنظمة مع طائرة Orion بدون طيار. ومن المفترض أن مقاتلة واحدة من طراز Su-35 أو Su-57 يمكنها التحكم في ثلاث طائرات جروم تحلق بسرعة تصل إلى 660 ميلاً في الساعة على ارتفاعات تصل إلى 40000 قدم.
في مقابلة صحفية العام الماضي، صرح فلاديمير فورنو، المصمم الرئيسي لطائرات كرونشتات، أنه يمكن استخدام طائرات جروم في الموجة الأولى من الهجوم “لاختراق الدفاعات الجوية للعدو”. يقول فورنو: ربما يسقط بعضها، لكننا لن نفقد طيارين بشراً.
سيحدد الوقت ما إذا كان يمكن تطوير طائرات جروم وبناؤها بتكلفة معقولة كما تزعم الشركة المصنعة، أو ما إذا كانت وزارة الدفاع الروسية ستستطيع توفير التمويل.
6- سوخوي S-70 Okhotnik-B
طائرة مشابهة لـ: الطائرة بدون طيار RQ-170 ومقاتلة شبح F-117.
الحالة: 1 نموذج أولي للطيران، 3 أخرى قيد الإنشاء.
عمليات التسليم المخطط لها في عام 2024، والإنتاج المتسلسل في عام 2025.
المدى: 2500 ميل، 3700 ميل كحد أقصى.
الحمولة: 4400 رطل من الأسلحة.
يتم تشغيل الطائرة S-70 الضخمة التي يبلغ وزنها 22 طناً بواسطة محرك توربوفان، وهي في الأساس قاذفة شبحية ذات جناح طائر بدون طيار. على الرغم من تميزها بهندستها الخفية وأسطحها المصنوعة من مواد مركبة عاكسة للرادار، يبدو أن المحرك النفاث للطائرة بدون طيار S-70 غير منفصل. ومع ذلك فقد ابتكرت شركة Sukhoi نموذجاً لـS-70 جديداً مع تصميم محرك أكثر تخفياً.
يُفترض أن يكون الغرض من طائرة S-70 هو الضربات حاسمة الاختراق بأسلحة نووية أو دقيقة، ويمكن أيضاً أن تتعاون مسيّرة S-70 مع مقاتلة الشبح Su-57، وقد تم اختبارها حتى على حمل صواريخ جو-جو. ومع ذلك، يقول الخبراء إنها قد لا تكون قادرة على تنفيذ المهام بشكل مستقل تماماً (أي بدون توجيه بشري) إذا تم تعطيل ارتباط القيادة الخاص بها.
عربي بوست