قالت خبيرة عسكرية إسرائيلية إن “الجيش يواجه من الآن فصاعدا تهديدا يتمثل بالطائرات بدون طيار، ويجب عليه أن يستعد للمرحلة التالية، بحيث قد تتعرض إسرائيل لإطلاق طائرات أكثر تطورا، وهو التهديد المستقبلي الحقيقي”.
وقالت ليران أنتيبي بمقال نشره معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة “تل أبيب”، أن هذا الخطر يتضاعف في حال تزودت المقاومة بالمتفجرات، لإلحاق الضرر بالجيش والمستوطنين، ومنصات الغاز في البحر المتوسط”.
وأضافت” أن “الجيش يسعى لإفشال المحاولات المعادية، رغم أن حماس تسعى لاستخدام غواصة لضرب أهداف بحرية، ومحاولات لإطلاق أسلحة جوية لمهاجمة الفرق والقاذفات على الأرض، ونظراً لتزايد استخدام الطائرات دون طيار من حماس، فمن المهم تحليل محاولاتهم، ورصد اتجاهات الميدان مما سيساعد بالاستعدادات المستقبلية”.
أنتيبي، تدير برنامج “التقنيات المتقدمة والأمن القومي”، بما في ذلك دراسة الذكاء الاصطناعي والأمن القومي، ومن أبحاثها التقنيات المتقدمة مثل الطائرات بدون طيار، والروبوتات والذكاء الاصطناعي، وتأثير التكنولوجيا على الأمن؛ التكنولوجيا العسكرية وآثار استخدامها؛ تأثير التقنيات المتقدمة على السياسة والسلطة ومستقبل الحرب؛ ثورة في الشؤون العسكرية.
وكشفت النقاب أنه “تم اعتراض ما لا يقل عن أربع طائرات بدون طيار من قبل نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي خلال حرب غزة، الأولى عبر القبة الحديدية؛ والثانية بواسطة صاروخ جو – جو من صنع رافائيل، تم تصميمه لاعتراض الطائرات المقاتلة، والثالثة والرابعة بوسائل سرية، وتم العثور على متفجرات على الأراضي الإسرائيلية، وتم تفكيكها من قبل المهندسين”.
وأشارت إلى أن “هذه المحاولات العديدة تعود في الأساس إلى ما شهدته حرب غزة السابقة في 2014، ثم بدأنا نشهد إطلاقها بشكل روتيني، أو خلال جولات قصيرة من القتال بين حين وآخر، سواء على الحدود الجنوبية أو الشمالية، لكن المعطيات الأخيرة أكدت أن الاتجاه نحو استخدام الطائرات غير المأهولة، التي كانت حتى سنوات قليلة مضت من أسلحة جيوش الدول المتقدمة، باتت تستخدم على نطاق واسع لدى المنظمات المسلحة”.
وأوضحت أنه “من الواضح أننا نشهد تغيرا لافتا، فأصبحت التقنيات غير المأهولة بمتناول المنظمات والمليشيات، وحتى جيوش البلدان التي ليس لها قوة عسكرية وتكنولوجية، مما سيترك آثاره على دخول جهات تصنيع جديدة للساحة، بما فيها إيران، التي تزود المنظمات تحت رعايتها بمثل هذه التقنيات، وتم توثيق استخدام حزب الله لمجموعة متنوعة من الطائرات بدون طيار، بعضها جاهزة، تكلف بضع مئات من الدولارات فقط”.
وأكدت أن “التنظيمات المسلحة العصابية أظهرت قدرتها على تشغيل أدوات أكثر تقدمًا، بقدرات هجومية، من خلال محاولات تسللها إلى الأجواء الإسرائيلية، حتى أن ما تشهده الأجواء السعودية من اختراق الطائرات بدون طيار يجب أن تزعج إسرائيل، لأن السنوات الأخيرة شهدت تنفيذ عدد من الهجمات ضد أهداف نوعية في المملكة، اتهم الحوثيون بتنفيذها، بينها طائرات مسيرة هجومية وانتحاريين بمختلف أنواعها”.
وأضافت أن “هذه الطائرات ترمز إلى التهديد المحتمل لإسرائيل، وإمكانية مواجهته على الجبهة الشمالية، لأنها لم تعد هجمات بأدوات بدائية، رغم أنه لا يوجد حتى الآن دليل على أن هذه أسراب حقيقية، قادرة على التخطيط والعمل بشكل مستقل، من خلال الذكاء الاصطناعي في الصناعات الدفاعية للبلدان ذات الصناعات التكنولوجية المتقدمة مثل الولايات المتحدة والصين”.
وأوضحت أن “ردود الجيش الإسرائيلي، خاصة سلاح الجو على تهديد الطائرات بدون طيار، خلال حرب غزة الأخيرة، أظهرت أنه كان مستعدا لمواجهة هذا التحدي، رغم أن استخدامها يتطلب توافر التقنيات غير المأهولة، من أجل استخدامها في الجو والبحر والبر، وبساطة تشغيلها وأسعارها المنخفضة، بجانب الأدلة على استخدامها من قبل المنظمات المسلحة في ساحات القتال المختلفة في الشرق الأوسط”.
وأكدت أنه “لا ينبغي للجيش أن يُظهر الرضا عن نتائج حرب غزة أمام تهديد الطائرات بدون طيار، لأن هذا التحدي أثناء المواجهة على الحدود الشمالية قد يكون أكثر صعوبة، خاصة وأن القنابل قد تشكل عبئاً ثقيلاً على الدفاع الجوي الإسرائيلي، ومن الضروري فحص الجاهزية للتعامل مع هذا الاحتمال، عبر مراقبة التقنيات الإيرانية الصنع بانتظام، وكذلك التقنيات المختلفة التي يستخدمها حزب الله والمنظمات الأخرى”.
وأوضحت أن “ما يقلق الجيش وجود فهم لدى المنظمات المسلحة بأن تشغيل عدد كبير من الطائرات دون طيار بوقت واحد، وبالتنسيق، سيحسن قدرتها على تحدي أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وإذا تم تنشيط مجموعات الطائرات هذه، خاصة بالتوازي مع وابل الصواريخ، فلا يوجد يقين من أن الأنظمة الإسرائيلية الحالية ستكون كافية للتعامل مع الاعتراضات المطلوبة، وسيصعب بالفعل التعامل مع شدة القذائف الصاروخية نفسها”.
وأشارت إلى أن “إحدى طرق التعامل مع أسراب الطائرات بدون طيار هي استخدام أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، فإسرائيل هي إحدى الدول الرائدة في اعتراض الطائرات بدون طيار، ولكن بالإضافة للنقل التكنولوجي والصادرات إلى العالم، من الضروري شراء وتنفيذ هذه الأنظمة المتقدمة في الجيش الإسرائيلي، لأن استخدامها لم يعد حصريا للبلدان المتقدمة، والنتيجة أنه تحول إلى تهديد متزايد، خاصة في أبعاده الجوية”.
عربي 21