لا بُدّ من التأكيد على أنه يوجد مجموعة من الوسائل الإعلامية المهتمة بشكل كبير في تشكيل الوعي الجمهوري؛ وذلك من أجل تزويدهم بالمعلومات الإعلامية السليمة، والتي تكون مرتبطة بشكل كبير في المواقف والاتجاهات الصحية؛ وذلك على اعتبار أن الوسائل الإعلامية هي بمثابة ضمير للجمهور المستهدف بكافة فئاته، حيث تترتب على كافة هذه الوسائل تعزيز المعارف والمهارات التوعوية والإرشادية فيما يخص المجالات الصحية، مع أهمية توجيه ووعي الجمهور نحو إدراكهم للمشكلات الصحية والتي قد يعاني منها مجتمع معين.
وبالتالي يكون من الضروري التركيز على أنَّ الإعلام الصحي يساهم في تقديم مجموعة من الخبرات العالمية المعنية بالتجارة الصحية، والتي ظهرت نتيجة مجموعة من الأحداث والقضايا الصحية الدولية والتي تسعى إلى تسليط الضوء عليها، بالإضافة إلى ذلك فإن الوسائل العلمية الصحية تساعد المتلقي على تزويده بالعديد من المعلومات الطبية، والتي تتم بالتعاون مع كافة الجهات العاملة في الحقول الصحية.
وعليه فإنه الجوانب الصحية تعتبر من من أهم الجوانب التي تمتلك القدرة من أجل إحداث التأثيرات في المجتمعات الدولية، مع أهمية التركيز على قدرتها في تعزيز الوعي الصحي حيال المخاطر الصحية، والتي أصبحت تعاني منها مجموعة من الدول المنتشرة حول العالم، كما تساهم الوسائل الإعلامية إلى إنشاء علاقة ما بين الجمهور المتلقي وما بين مفهوم التوعية الصحية، والذي يركز على كافة الموضوعات الوقائية والصحية، بالإضافة إلى ضرورة خلق وعي وقائية حيال المؤسسات والمضامين الصحية.
مفهوم التوعية الصحية: حيث يقصد به المفهوم الذي ساهمت المؤسسات الصحفية بإنشائه، والذي يركز على قدرة الوسائل الإعلامية الصحية إلى استخدام العديد من الوسائل والطرق التعليمية، والتي بدورها تساعد على تحديد مجالات التوعية الصحية للمواطنين، بالإضافة إلى تحديد مجموعة من السلوكيات الصحية الخاطئة وضرورة تعديلها؛ وذلك من أجل الوصول إلى التربية الصحية الإعلامية القيمة والسليمة، مع أهمية التركيز على أنَّ مفهوم التوعية الصحية مرتبط بشكل أساسي بالثقافة المجتمعية والعقائد والتقاليد التي يمتلكها المجتمع الصحي.
مستويات الإعلام الصحي: يمتلك الإعلام الصحي مجموعة من المستويات و التي ظهرت من قبل المؤسسات الصحية، والتي بدورها تساهم في التأثير على الوسائل الإعلامية بكافة أشكالها ومن هذه المستويات: المستوى التعاوني: حيث يقصد به المستوى الذي يركز على ضرورة قيام الوسائل الإعلامية الصحية بإنتاج وإعداد العديد من البرامج الصحية، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ هذا المستوى يركز على قيام المؤسسة الصحية بتوظيف كافة هذه الوسائل الإعلامية، وذلك من أجل نشر الثقافات الوقائية والصحية. المستوى الوظيفي: حيث يقصد به المستوى الذي يساهم في ضرورة قيام المؤسسات الصحية بتبني كافة المخططات التوعوية الصحية، والتي تم اعدادها من قبل الوسائل الإعلامية، بالإضافة إلى قدرة هذه الوسائل الإعلامية إلى اختراع العديد من القيم الأخلاقية والصحية والدينية وتبنيها من قبل المجتمع الصحي.
وفي هذا السياق تحدثنا إلى الدكتور سركيس أبي طنوس، المتخصص بالتأهيل الفكري والصحة النفسية والعلاج الإنشغالي، وأستاذ محاضر في عمادة كلية الإعلام في مادة الصحة والمجتمع، حول أهمية الإختصاص المذكور، وبحسب أبي طنوس، في ظل الجائحة الأخيرة التي ألقت بثقلها على العالم، وكان للبنان نصيب لا بأس فيه، ظهر إفتقارنا وحاجتنا للإعلام الصحي المتخصص الذي لم يؤخذ بعين الإعتبار من قبل القيمين على الوسائل الإعلامية اللبنانية من قبل، فيمكن القول بأن وباء الكورونا أظهر المشكلة على حقيقتها في هذا المجال.
وبعيدا عن الموجة الوبائية يضيف الدكتور، إن المشاكل الصحية كثيرة ومتنوعة، وبالتالي فهي بحاجة إلى أهل العلم والإختصاص من أجل تسليط الضوء عليها ومناقشنها بطريقة علمية ومشوقة في نفس الوقت. إلا أن ما نشهده في إعلامنا الحالي في حال أراد أن يستعرض هذه المواضيع فهو يعرضها بطريقة “رفع العتب” أو بطريقة يمكن القول بأنها سخيفة في معظم الأحيان، وطبعا هذا الإستنتاج هو وفق متابعتي الخاصة يقول أبي طنوس.
أما في السياق المهني، هناك العديد من خريجي هذا التخصص إلا أنهم لا يجدون سوق عمل يحتضن مهاراتهم، لأن وفق المعايير الطاغية، أصبح الاهتمام بالصحة من الأمور التي يمكن إعتبارها من الرفاهية، فنحن منغمسون بشتى المشاكل ولا وقت لدينا لصحتنا الجسدية والنفسية.
وفي المحصلة، التوعية الصحية فن من الفنون الحديثة التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي والثقافة الصحية لدى كافة أفراد وشرائح المجتمع وحماية المجتمعات من الإصابة بالأمراض ومخاطر مضاعفاتها. وللإعلام دور مهم في صناعة الوعي والتثقيف الصحي لدى أفراد المجتمع، وذلك من خلال توظيف وسائله المختلفة في خدمة القضايا الصحية، فضلا عن خلق التثقيف الصحي للمواطنين.
موقع لجنة دعم الصحفيين