إذا كان نهر النيل هو أطول أنهار العالم، ونهر الأمازون أعرضها وأغزرها تدفقا. فما أعمق الأنهار على الإطلاق وكم يبلغ عمقه؟ وهل يشترط أن تكون الأنهار الأعمق هي الأطول بالضرورة؟
والنهر هو جسم مائي تتحكم فيه الجاذبية، وتتدفق فيه المياه في اتجاه مجرى النهر. ويمكن أن تكون إما عميقة وعريضة جدا أو يمكن أن تكون ضحلة. ويبلغ الطول المقدر لأطول نهر مسجل -وهو نهر النيل في أفريقيا- حوالي 6646.5 كيلومترا.
ووفقا لموقع “كيدادل” (kidadl)، فإن الأنهار تقدم عمقا غنيا للتاريخ الطبيعي فقد أقامت منازل العديد من الحضارات -التي يعود تاريخها إلى 3 آلاف سنة قبل الميلاد- بالقرب من الأنهار مثل نهر النيل. وكانت أعمق الأنهار في العالم موطنا لكثير من سكان الأرض بالإضافة إلى جحافل الحيوانات المختلفة. وكانت الروافد الرئيسية للأنهار الطويلة مصدرا ثابتا لمياه الشرب النقية للبشر.
وتتنوع الأنهار بشكل كبير في مناطق مختلفة حول العالم، وما يجب ملاحظته هو أن مجرد عمق النهر لا يعني أنه سيكون نهرا طويلا بالضرورة. يوجد 5 أنهار فقط من أعمق 10 أنهار في قائمة أطول 10 أنهار كذلك. وفيما يلي قائمة بأعمق الأنهار في العالم وأين توجد.
نهر الكونغو.. أفريقيا
تبلغ أعمق نقطة في نهر الكونغو 219.4 مترا، وهذا هو أعمق نهر مسجل في العالم. ويعد نهر الكونغو أيضا ثاني أطول نهر في أفريقيا بعد نهر النيل وتاسع أطول نهر في العالم بطول يقدر بـ4700 كيلومتر. وتحتوي روافده الرئيسية على ما يصل إلى 32 قناة مختلفة.
ويرجع عمق النهر إلى تدفق كمية الأمطار الهائلة عبر غابات الكونغو المطيرة، مما يؤدي إلى تآكل كبير في تربة قاع النهر وتكوين الأخاديد الضخمة. ويُعد هذا النهر أيضا من بين أفضل 10 أنهار في العالم. فهو من بين أكبر الأنهار قدرة على تحمل المياه، ويعد حوض النهر من بين أكثر مناطق العالم تغذية وغنى بالمياه. ويتميز النهر بعنفوان قوي؛ حيث يفوق متوسط قوة تدفق المياه فيه 40 ألف متر مكعب في الثانية، ويمنحه ذلك طاقة كبيرة لتوليد الكهرباء تفي باحتياجات القارة الأفريقية كلها من الكهرباء.
نهر اليانغتسي.. آسيا
يبلغ عمق نهر اليانغتسي 199.9 مترا، مما يجعله أحد أعمق الأنهار في العالم. ينبع نهر اليانغتسي من هضبة تشينغهاي-التبت، ويصادف أنه ثالث أطول نهر في العالم كذلك. ويطلق عليه رسميا تشانغ جيانغ. يدعم نهر اليانغتسي حوالي 40% من الناتج المحلي الإجمالي للصين.
ويؤكد تقرير موقع “ديفوتد تو نيتشر” (Devoted to Nature) أن نهر اليانغتسي كان نهرا مهما للحضارة الصينية منذ العصور القديمة، حيث وفر المياه للزراعة والمدن الضخمة التي نشأت على ضفافه. وتكتظ دلتا النهر بالسكان وهي واحدة من أكثر الأماكن الصناعية والأكثر ثراء على هذا الكوكب.
نهر الدانوب.. أوروبا
يتدفق نهر الدانوب عبر 10 دول، وهو ممر مائي دولي مهم. يبلغ عمقه 178 مترا، وهو ثاني أطول نهر في أوروبا. وينبع نهر الدانوب من ألمانيا، ويتدفق شرقا إلى البحر الأسود، وينتشر حوض النهر عبر جنوب شرق أوروبا. وتعد مدن مثل فيينا وبودابيست وبلغراد من أشهر المدن الأوروبية التي تطل على النهر.
ونظرا لعمق النهر فإنه يمكن لشركات المحيطات التنقل بسهولة في النهر عبر مسافات طويلة جدا وتبلغ قيمة عمليات النقل النهري ملايين الدولارات في الناتج المحلي الإجمالي للبلدان. ويحتوي حوض نهر الدانوب الموجود أغلبه في رومانيا على العديد من المواقع الأثرية القديمة التي تعدّها منظمة اليونسكو واحدة من أماكن التراث العالمي التي يجب المحافظة عليها.
نهر زامبيزي.. أفريقيا
يبلغ أقصى عمق لنهر زامبيزي في أفريقيا حوالي 116.1 مترا، وهو موطن لشلالات فيكتوريا، إحدى عجائب الدنيا السبع الطبيعية. وينبع نهر زامبيزي من المرتفعات بالقرب من حدود زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأنغولا. ويتغير اتجاه النهر 3 مرات تقريبا حتى يصب في المحيط الهندي. ويعد المصدر الرئيسي للطاقة الكهرومائية في المنطقة على الرغم من أن إمكاناته لا تزال غير مستغلة إلى حد كبير. وقد تم العثور على سمكة النمر، التي يمكن أن تأكل لحم الإنسان أيضا في مياه هذا النهر.
نهر الأمازون.. أميركا الجنوبية
يعد نهر الأمازون العظيم، الذي يبلغ عمقه 100 متر، ثاني أطول نهر في العالم. وعلى الرغم من كون نهر الأمازون أحد أخطر الأماكن على هذا الكوكب فهو واحد من الأنهار القليلة التي لا توجد بها جسور. ومن عجائب هذا النهر الطويل أيضا أنه كان يتدفق إلى الوراء في وقت ما في السابق.
ويغطي نهر الأمازون العظيم معظم أجزاء القارة. وقد عاش العديد من السكان الأصليين على طول النهر وروافده قبل وصول الأوروبيين، لكنهم اختفوا جميعا في غضون عقود قليلة.
نهر ميكونغ.. آسيا
يبلغ عمق نهر ميكونغ حوالي 99.9 مترا، وهو غني جدا بالتنوع البيولوجي. لون النهر أصفر موحل بسبب الطمي الذي يحمله. ويعد نهر ميكونغ أيضا أحد أكثر الأنهار المهددة في العالم، حيث يقول الخبراء إن دلتا ميكونغ قد تغمر بالكامل بحلول عام 2030 وهو أمر مقلق جدا لأنه يعد شريان الحياة للمنطقة.
يتدفق هذا النهر عبر جنوب شرق آسيا إلى بحر الصين الجنوبي. ويعد طريقا رئيسيا لنقل البضائع القادمة من جنوب الصين إلى جنوب شرق آسيا. ويعد النهر من أهم الأنهار لدول المصب ومصدر رزق الناس الذين يعيشون هنا.
النهر الأصفر.. آسيا
يشار إلى النهر الأصفر بأنه “مهد الحضارة الصينية”، وهو ثالث أعمق نهر في آسيا، حيث تبلغ أعمق نقطة فيه 79.8 مترا. وهو سادس أطول أنهار العالم أيضا. ويرجع اللون الأصفر البني للنهر إلى وجود الرواسب. ويصفه البعض بأنه أكثر الأنهار طينا في العالم. ويعد رمزا للروح الصينية، ولهذا كان قلب الحضارة الصينية القديمة. وفي العصر الحديث تم بناء مئات السدود على النهر لتجنب الفيضانات المفرطة.
نهر سانت لورانس.. أميركا الشمالية
يشكل نهر سانت لورانس -الذي يربط البحيرات الكبرى بأميركا الشمالية بالمحيط الأطلسي- نظام الصرف الرئيسي لحوض البحيرات الكبرى ويبلغ عمقه 76.2 مترا. ويعد مصب نهر سانت لورانس أكبر مصب نهر في العالم وهو واحد من أطول الأنهار في أميركا.
ويتدفق نهر سانت لورانس في شمال شرق أميركا، وهو طريق نقل رئيسي إلى المناطق الداخلية من أميركا الشمالية. وقد كان هذا النهر منذ العصور القديمة طريقا مهما للسكان الأصليين. وأخذ المستوطنون الأوروبيون الأوائل هذا النهر أيضا كوسيلة لاستكشاف القارة الجديدة.
نهر هدسون.. أميركا الشمالية
يبلغ عمق نهر هدسون 65.8 مترا. ويتدفق في شمال شرق الولايات المتحدة الأميركية، ويصب في المحيط، حيث تقع مدينة نيويورك. والنهر عميق بما يكفي للسماح للقوارب وقوارب الشحن بالإبحار في المنبع وفي اتجاه مجرى النهر.
وبالرغم من وجود بعض علامات الانتعاش في الآونة الأخيرة، فإن نهر هدسون ملوث بالمواد الكيميائية السامة مثل ثنائي الفينيل متعدد الكلور. وتشكل مصب النهر الذي تمتزج فيه المياه العذبة والمالحة منذ حوالي 10 آلاف سنة.
نهر المسيسيبي.. أميركا الشمالية
نهر المسيسيبي هو رابع أطول نهر في العالم ويبلغ عمقه 60.96 مترا. وقد كان موطنا لـ 25% من الحياة المائية في أميركا الشمالية. ويشغل نهر المسيسيبي جزءا كبيرا من الولايات المتحدة ويحمل كميات هائلة من المياه. ويحظى بشعبية كبيرة بين السياح، وتبحر العديد من الرحلات النهرية على طول النهر الذي يوفر إطلالات جميلة. ويتدفق النهر إلى حد كبير عبر السهول. وقد تطورت العديد من المدن المهمة على ضفافه مثل نيو أورلينز، حيث يوجد أكبر عمق.
ليلى علي – الجزيرة