توصلت دراسة جديدة إلى أن العناكب السامة يمكنها أن تفترس الثعابين بأحجامها المختلفة، وغالبا ما تنتصر في معركتها ضد الثعابين السامة أيضا، وذلك وفقا للتقرير المنشور حديثا على موقع “لايف ساينس” (Live Science).
في الدراسة، قام مارتن نيفيلر من “جامعة بازل” (University of Basel) في سويسرا- بالتعاون مع ويتفيلد جيبونز من “جامعة جورجيا” (University of Georgia) بالولايات المتحدة الأميركية بمراجعة الأوراق البحثية المنشورة في الدوريات العلمية المحكمة، إضافة إلى ما نشر بالمواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي.
وتمكن الباحثان من رصد ما يقرب من 319 سجلا لأنواع من العناكب تقوم بقتل الثعابين وتتغذى عليها، من بينها 297 سجلا لحوادث وقعت بشكل طبيعي في البرية، إضافة إلى 22 واقعة أخرى كانت قد سجلت لعناكب في المختبرات.
العناكب الجبارة
أدرج الباحثان أكثر من 30 نوعا من العناكب التي تعيش في البيئة الطبيعية ضمن قائمة العناكب آكلة الثعابين، إضافة إلى ما يقرب من 11 نوعا من عناكب المختبرات.
ووفقا للدراسة -التي نشرت في المجلد 49 من دورية “أراكنولوجي” (Arachnology) التي تصدرها الجمعية الأميركية لعلم العناكب– أفاد كل من نيفلر وجيبونز أن عناكب الأرملة قد تصدرت قائمة العناكب آكلة الثعابين بامتياز، نظرا لأنها كانت مسؤولة عما يقرب من نصف حالات موت الأفاعي. وتُعرف عناكب الأرملة بحجمها الصغير الذي لا يتجاوز 1.1 سنتيمتر، إلا أن سمها فتاك لدرجة يمكنه معها قتل الحيوانات الكبيرة أيضا.
ووفق مصادر الدراسة فإن 10٪ من عمليات قتل الأفاعي كانت قد نسبت إلى عناكب الرتيلاء، وهي تلك التي لا تقوم عادة ببناء الشبكات التقليدية وإنما تصطاد فرائسها مباشرة على الأرض أو الأشجار.
كما نسبت 8.5٪ من حوادث الافتراس الأخرى إلى عناكب “الجرم السماوي” كبيرة الحجم، وقد عُرف عنها أنها تصطاد الخفافيش والطيور وتتغذى عليها. وتقوم هذه العناكب ببناء شبكات دائرية كبيرة وقوية للغاية لاصطياد الثعبان، ثم تعمد إلى امتصاص أحشائه كما تفعل عند اصطيادها للحشرات.
الفرائس من صغار الثعابين
أشارت الدراسة إلى أن العناكب تفترس 86 نوعا مختلفا من الأفاعي، وقد تصدرت ثعابين “كولوبريد” قائمة الفرائس. وتضم ثعابين “كولوبريد” أنواعا عديدة مثل ثعابين الرباط وثعابين الجرذ، كما أنها تنتشر بكثرة في جميع القارات عدا قارة أستراليا.
وكانت معظم ضحايا العناكب من صغار الثعابين التي يقل وزنها عن غرام واحد، إلا أن العناكب قد تقتل أحيانا ثعابين بالغة أيضا؛ حيث أشارت الدراسة إلى أن أكبر فرائس عناكب الرتيلاء الكبيرة كان ثعبانا بالغا بوزن وصل إلى عدة أوقيات وبطول قدر بحوالي 100 سنتيمتر. وأشار الباحثان أيضا إلى أنه يمكن لعناكب الأرمة السوداء قتل ثعابين ذات حجم يتجاوز 30 ضعف حجمها.
ويتطلب قتل الثعبان الضحية بسم العنكبوت عدة ساعات، ويمكن أن يحتاج الأمر إلى عدة أيام أيضا. ووفق ما ورد في مصادر البحث فقد نجحت العناكب بقتل الثعابين الضحية بنسبة 86٪ من مجموع الوقائع المرصودة، بينما تمكن 1.5٪ فقط من الهرب وتم إنقاذ 11٪ من الحالات عن طريق تدخل أحد المراقبين من البشر.
ويتغذى العنكبوت على الثعبان الضحية لأيام عديدة، إلا أن بعض أنواع العناكب -كالرتيلاء مثلا- قد جعلت من الثعابين بندا ثابتا في نظامها الغذائي. وتعرف العناكب الأسترالية ذات الظهر الأحمر بنهمها الشديد لتناول كل من السحالي والثعابين وبكميات كبيرة أيضا.
لايف ساينس